عباس رضا الموسوي
تحت لهيب الشمس الحارقة وحرارة الماء الذي تبقى لديهم يطرق موظفو مفوضية انتخابات محافظة الديوانية الأبواب عساهم أن يجدوا من يستمع لحديثهم عن أهمية الانتخابات، ودورها في بناء مستقبل الأجيال، خصوصاً أن بضاعتهم هذه المرة أفسدتها التشنجات السياسية، وعدم إيفاء الساسة بوعودهم السابقة، إذ ما زال واقع الخدمات على حاله والبطالة في تزايد والفساد تتسع رقعته وغيرها من مشكلات لطالما أدمت خواطر المواطنين وجعلتهم ينقمون على الطبقة السياسية التي ينتخبونها في كل مرة، ولم تحقق لهم ولو النزر القليل من تطلعاتهم، وهذا اليأس يصعب المهمة الأساسية لهؤلاء الموظفين الذين كثفوا من فرقهم الجوالة التي تجوب القرى والأرياف لاقناع المواطنين بضرورة مقاومة اليأس والإحباط والتوجه إلى تحديث سجلاتهم الانتخابية استعداداً ليوم الاقتراع.
سباق مع الزمن
ولأن العديد من المواطنين لم يحصلوا على البطاقة البايومترية التي حددت المفوضية العليا المشاركة من خلالها حصراً في هذه الانتخابات، فإن ملاكات مكتب الديوانية الانتخابي تسابق الزمن لإتمام اجراءات التحديث لأكبر عدد من الناخبين، ويقول مدير مفوضية الانتخابات في محافظة الديوانية فارس العطية لـ (الصباح): إن ملاكات مفوضية الانتخابات في الديوانية باشرت ومنذ السابع من تموز بعملية تحديث سجل الناخبين عبر المراكز الموزعة في مختلف مناطق المحافظة، مشيراً إلى أن عملية تحديث سجل الناخبين مهمة للجمهور والمشاركين في العملية الانتخابية، كونها الإجراءات التي توصل الناخب للبطاقة البايومترية والتي لا يمكنه المشاركة في الاقتراع بدونها، داعياً الناخبين الذين لم يحدثوا بياناتهم إلى مراجعة مراكز الاقتراع البالغ عددها ٤١ مركزاً موزعة في مناطق متفرقة من المحافظة، خصوصاً الذين هم من مواليد ٢٠٠٤ و ٢٠٠٥ كونهم باتوا يتمتعون بحق الاقتراع، مبيناً أن عملية تحديث سجل الناخبين والتي حصرت بفترة ثلاثين يوماً توشك على النفاد، إذ ستكون هناك اجراءات أخرى منها ما يتعلق بتدقيق البيانات والتنسيق مع شركة الطباعة وغيرها.
فرق جوالة
إن سعي مفوضية الانتخابات لتحقيق أعلى نسبة تحديث في سجل الناخبين والذي يضمن المشاركة الواسعة جعلها تكثف من جهودها التي من بينها تسيير الفرق الجوالة التي تطوف مناطق مختلفة من أرجاء المحافظة، لاسيما القرى والأرياف البعيدة، ويقول المعاون الفني لمدير مفوضية الانتخابات في محافظة الديوانية الدكتور عبد الرضا بشن حسن: إن عزم مفوضية الانتخابات على تأدية دورها بالشكل الأمثل جعلها تكثف من جهود ملاكاتها خلال فترة تحديث سجل الناخبين، والتي انطلقت في تموز، موضحاً أن المفوضية سيرت العديد من الفرق الجوالة التي تعقد ندواتها في منازل المواطنين والأماكن العامة لغرض تسهيل مهمة تحديثهم لسجلات الناخب، وحثهم على المشاركة، مشيراً إلى وجود فرق جوالة منتشرة في القرى والأرياف والمناطق النائية تؤدي واجبها بالشكل المطلوب رغم حرارة الجو ووعورة الطرق وبعد المسافة وغيرها من التحديات، مؤكداً أن الإجراءات التي تنفذها مفوضية الانتخابات في محافظة الديوانية بخصوص تحديث سجل الناخبين تسير بشكل جيد وعلى المستوى المطلوب، ويعود الفضل في ذلك إلى الجهود المبذولة من قبل ملاكات المفوضية وتعاون المواطنين.
ضرورة التعاون
وبخصوص مدى حاجة مفوضية الانتخابات لتعاون المؤسسات والدوائر ذات الصلة، خصوصاً أن العملية الانتخابية تحتاج إلى التعاون المشترك لإنجاحها بالشكل الذي يليق بالشفافية والنزاهة، يقول مدير إعلام مفوضية الانتخابات في محافظة الديوانية سمير جابر: إن المفوضية تدعو جميع الجهات ذات العلاقة إلى مساندتها خلال هذه الفترة المهمة، كونها الانطلاقة الأولى باتجاه إجراء انتخابات مجالس المحافظات لسنة ٢٠٢٣، مشيراً إلى وجود تعاون كبير بين المفوضية والدوائر والمؤسسات المعنية خلال الانتخابات الماضية، وهو ما سهل اجراء الانتخابات بالشكل الصحيح، مثمناً دور المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات والاتحادات الثقافية والشبابية والعشائر وغيرها من مكونات المجتمع، داعياً المواطنين إلى انتهاز الفرصة والاسراع بتحديث سجلاتهم خلال الفترة المتبقية من الموعد الذي حددته المفوضية العليا للانتخابات في العراق، مؤكداً استمرار المفوضية في محافظة الديوانية بتقديم الأنشطة والفعاليات الثقافية المتنوعة التي تعنى باستقطاب الناخبين.
دور إعلامي مميز
وعن الدور الذي يفترض أن يقوم به الإعلام العراقي لإنجاح التجربة الانتخابية لمجالس المحافظات لسنة ٢٠٢٣ يقول رئيس تحرير جريدة صباح الديوانية حيدر الكرد: للإعلام دور مهم في الانتخابات الحرة النزيهة، فهو يوفر معلومات للناخبين عن حرية التصويت وكيفية الإدلاء بصوتهم ويشاركهم في نقاشات توفر لهم معلومات كافية عن الأحزاب السياسية والمرشحين حتى تكون اختياراتهم واعية، موضحاً أن الإعلام يمارس دور الرقيب في الانتخابات، فضلاً عن إقناع الناخب بالمشاركة في الانتخابات، وذلك بمساعدته بإيجاد قناعات أخرى تفضي إلى مشاركته بالانتخابات، لافتاً إلى أن محافظة الديوانية تمتلك قدرات إعلامية كبيرة لطالما ساندت مفوضية الانتخابات في أداء دورها بالشكل الذي يتسم بالشفافية والنزاهة، مشيراً إلى مباشرة بعض الصحف والإذاعات المحلية بإعداد برامج إرشادية تحث المواطنين على مراجعة المراكز الانتخابية الموزعة في مناطق مختلفة من المحافظة لغرض تحديث سجل الناخبين.
