الملك حسين وعبد المهدي

آراء 2019/05/03
...

نوزاد حسن
 
   حين استمع الى بعض الكتاب والمحللين في اي برنامج سياسي اعرف المسافة الهائلة بين شخص يتحدث بحكمة بالغة جدا,وشخص اخر عليه ان يتخذ القرار السياسي.وفي النهاية على الشخص المسؤول تقع تبعات اي قرار يتخذه.وقد لا ابالغ لو قلت ان السياسة ليست جميلة في كل الاحوال خاصة في ظل ظروف معقدة كالظروف التي نعيشها.
   لكن هناك من يظن جازما ان القرار السياسي يتعلق بذكاء المسؤول اولا واخيرا.وهذا احد اخطاء الحكمة البليغة التي ينطقها هذا المحلل او ذاك الكاتب احد المحللين في فضائية ما. 
  اتذكر بعد احتلال الكويت في عام 1990 وتشكيل التحالف الدولي ضد نظام صدام حسين من قبل الولايات المتحدة انخرطت اكثر الدول ضمن هذا التحالف ومنها الدول العربية.وفي الحقيقة كان موقف الملك الاردني ملفتا للنظر,وبحاجة الى تذكر وتامل.كان على الملك حسين رحمه الله ان ينضم الى التحالف العربي كاكثر الدول العربية باستثناء فلسطين التي دفع مواطنوها ثمنا باهظا بعد تحرير الكويت.او كان عليه ان يقف مع نظام احتل دولة عربية مستقلة.ترى ما الحل السياسي الذي كان على الملك حسين ان يتخذه؟ في تلك اللحظة الصعبة الخطرة التي اكتب عنها كان ملك الاردن يفكر في خطوة لا تضر بلده.وكما يقال في السياسة كان على الملك الاردني رحمه الله ان يمسك العصا من الوسط.والسؤال اين هو وسط العصا في مثل هذه الحالة؟
  في الواقع انا لا افهم هذا القول كثيرا لان الواقع السياسي يكذبه ذلك لان الوسط قد يعني عند البعض ميلا مرفوضا من قبل الطرف الاقوى.وهذا ما حصل بمجرد ان صرح الملك حسين تصريحا عمليا قال فيه"اننا ضد احتلال الكويت لكن مع الحل العربي".
  مثل هذا القول كان يعني في تلك الايام موقفا يختلف عن الموقفين المعروفين.اما التحالف العربي او الوقوف مع نظام صدام.اما ادانة الغزو ثم المطالبة بحل عربي فهذا هو الوسط الذي جعل الاردن 
يخسر بعض الشيء في عيون جميع التحالف العربي المشكل ضد الغزو.
  اريد ان اصل لنقطة محددة وهي ان الوضع السياسي الذي تواجهه حكومة عبد المهدي بالغ التعقيد.وانا هنا لا اعني ابدا المقارنة فلا وجه للمقارنة بين ما جرى قبل اكثر من عقدين وما يجري الان.واكاد اجزم ان كل ما قيل عن سياسة النأي بالنفس في اي موقف سياسي هو قرار ليس سهل التطبيق.قد نتحدث عن امساك العصا من الوسط لكن ماذا يعني هذا الكلام.وكيف نفسره.فالولايات المتحدة تريد عراقا يقف معها موقفا واضحا لتطبيق العقوبات الاقتصادية على ايران.ومن جانب اخر ترى ايران ان علاقاتها الاقتصادية والسياسية والعقائدية اكبر من ان تنسى او تلقى خلف ظهورنا.ترى هل هناك منطقة وسطى تجنبنا اية تبعات محتملة؟