سعادة الطفل

اسرة ومجتمع 2019/05/04
...

ميادة سفر
يحرم كثير من الآباء أولادهم من شراء الألعاب، وتقديم الهدايا لهم، بحجة الأوضاع المادية الصعبة وغلاء الأسعار، وترتيب الأولويات لديهم، فيلجؤون إلى الوسائل الشعبية للتسلية وألعاب الشارع التقليدية، غير مدركين لأهمية اللعبة في نفسية الطفل أولاً وبالتالي شعوره بالفرح والسعادة، فضلاً عن قدرة بعض الألعاب على تنمية الذكاء لدى الطفل، وتحسين وتطوير قدراته العقلية ثانياً، الأمر الذي يؤثر في مستقبله.
فكما يجهد الأهل لتأمين الغذاء الصحي لأبنائهم، وتأمين تعليمهم والتفكير بمستقبلهم، بإمكانهم تخصيص ميزانية صغيرة كل شهر وباتباع وسائل اقتصادية، تمكنهم من تأمين متطلبات الطفل وعدم حرمانه من الألعاب وبعض الوسائل الترفيهية البسيطة، حتى أن قيام الأب أو الأم باللعب معهم يمنحهم فرحاً كبيراً، فيما مضى كان الاستماع لحكاية من حكايات الجدة أو الأم يشكل مصدراً لبهجة كبيرة، أجزم أن كثيرين منا مازالوا يتذكرونها، 
فمن الضروري والمفيد أن نقص حكاية للطفل بين الفينة والأخرى، حتى مع وجود أفلام الكرتون وبرامج التسلية، وكان شراء الملابس الجديدة للأعياد ولو لمرة أو مرتين في العام يشكل مناسبة سعيدة أكثر من الاحتفال بالعيد، لأن أشياء جديدة وعلى بساطتها تشعر الطفل بالاهتمام والحب من أهله، وهو ما ينعكس سلوكياً من قبله 
في المستقبل.
 كما لا بدّ أن يأخذ الأهل رغبات الطفل بالحسبان، ويتعاملوا معها بموضوعية ووعي دون إهمال أو تأجيل، وملاحظة الأشياء التي ينجذب إليها وتشعره بالسعادة، والألعاب التي يستمتع بها، لأن الطفل الناجح هو الطفل الذي يستمتع بما يقوم به، وربما أغلبنا يتذكر “الكابتن ماجد” البرنامج الكرتوني الذي تابعناه في طفولتنا، كان تقديم كرة له في طفولته سبيلاً ليصبح من أنجح اللاعبين، 
هذا مثال فقط، لندرك أن أخذ رغبة الطفل بعين الاعتبار ضرورية لتحقيق الفائدة من الألعاب التي نقدمها له، والتنبه أنها ليست فقط للتسلية وتمضية الوقت وإلهائه عن الأهل فترة من الزمن. إن سعادة الطفل تعد إحدى القضايا الجوهرية والأساسية التي تلعب دوراً أساسياً في تكوين شخصيته ومستقبله، وأي نقص فيها يمكن أن يخلق في المستقبل
 إنسانا غير سوي، وفاشلاً ربما في حياته، فضلاً عن أن أغلب الأشخاص ينقلون التصرفات التي مورست عليهم في طفولتهم، في علاقاتهم مع أصدقائهم ومحيطهم ولاحقاً مع أطفالهم، ما يتسبب بكثير من المشاكل الاجتماعية 
والنفسية.
وقد اظهرت دراسة أن الحالة العاطفية للأطفال هي سر السعادة في المستقبل، وهذا سبب لجعل المنازل بيئة أكثر سعادة وهدوءا عند تربية الأطفال، لذلك لابدّ من الإبقاء على سعادة الطفل وتأمين كل ما تستلزمه مع عدم الإسراف، من أجل خلق مجتمع سليم ومستقر.