دعوا كاساس يعمل

الرياضة 2023/09/14
...

علي الباوي



لم نتوقع هذه الضجة المفتعلة ضد مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم خيسوس كأساس، وأن تصل إلى هذه الشدة وتؤدي إلى انقسام بين مؤيد لأسلوب الإسباني، ومعارض ومنتقد.

البعض من المنتقدين يطرحون نظريات لا تمت إلى الواقع بصلة ويتناسون أن لكل مدرب بنيته الفكرية وأسلوبه، وأن الإسباني جاء من أجل خطة مستقبلية، فهو بحاجة إلى الوقت والتجريب، ونرى أن معظم خطواته سليمة ومنطقية وتتطلب زمناً طويلا لتنفيذها.

هذا الرجل لم يرتكز على مقولات جاهزة ولم يعتمد على آراء الآخرين، والدليل أنه استدعى جميع اللاعبين المحليين واختبرهم في الميدان، وكوّن صورة وافية عنهم، وهذا يدل على وجود عدالة كبيرة في أحقية اللعب لكتيبة الأسود.

تركيبة الأشقر الأوروبي تختلف كثيرا عن جميع  زملائه المدربين الأجانب ونظرائه المحليين، لكونه يعمل بديناميكية عالية ويحاول التوصل إلى الطريقة الأفضل للعب، وتوظيف إمكانية اللاعب العراقي لإظهار الطاقات الكامنة فيه.

نرى أن جميع الاعتراضات التي وجهت لكاساس، بعيدة عن لغة الواقع، وما قيل عنه هو افتراءات وتحليلات غير دقيقة مدفوعة من جهات لا تريد الخير لكرتنا والتقدم إلى الأمام.

قطعا أن جميع المواجهات التي خاضها كاساس لا توحي لنا بالشكل النهائي لفكرته الخططية، فالرجل يجرب ويجرب ولا يزال يجرب وسيصل حتما إلى قرار نهائي قبل الاستحقاق الآسيوي.

بل إن هذا العمل الجيد لا ينتقص من الرجل، بقدر ما يثبت أنه جاد إلى أبعد مدى في إعادة وخلق منتخب وطني قادر على المنافسة ويمتلك كرة قدم حديثة.

دعوا خيسوس يعمل ولنكن قوة داعمة وصوتا معنويا يرفع من الأداء، لا أن نحبطه ونقاطع خطواته، وبالتالي نرجمه بأحجار النقد، بل إن ثقتنا بمنهجيته تنطلق من خبرته التحليلية الكبيرة وتجربته الواسعة مع منتخب الماتادور، وهو عقلية لا يستهان بها لكونه يعرف ما يفعل لاسيما في اختصاصه الكروي، وهذا بالتأكيد سيكون عاملا مهما في نقل فريقنا من محليته الخانقة إلى الساحة الدولية والمنافسة على الألقاب، سواء كانت عربية أو آسيوية ولربما العالمية أيضا.

نعتقد بأن كاساس سيكون قريباً " الأب الروحي للكرة العراقية"، وهو مرحلة تأسيسية تنقلنا من الهواية إلى الاحتراف. إننا نؤمن بموهبة هذا المدرب الذي سيدخل كرتنا إلى عصر جديد.