ما يعلمه جميع المسلمين ان اداء فريضة الصيام لها فوائد روحانية بالمقام الأول، لكن له فوائد صحية ايضا على جسم الانسان، فصيام ايام رمضان يسمح لأجسامنا بان تمر بعملية إعجازية للتطهير والشفاء، فالأيام القليلة الاولى هي الاصعب في عملية ازالة السموم التي تظهر نتائجها بعد أربعة أسابيع، وممكن ان تقي عملية إعادة التنشيط الجسدي هذه حتى من الاصابة بالسرطان.
الدراسات العلمية
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة ان الصيام يمكنه ان يجدد الجهاز المناعي، ويعالج الاثار التي يسببها العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، ويواصل العلماء البحث عن الفوائد الإعجازية لهذه الفريضة الدينية.
ما يحدث للجسم في رمضان انه يتخلّص من السموم على مراحل، الاولى تبدأ في اول يومين واللذان يكونان الاصعب دائما، إذ سيدخل الجسم في مرحلة صيام تدوم تقريبا ثمان ساعات بعد تناول اخر وجبة غذائية، عندما تُكمل القناة الهضمية امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، سينخفض مستوى كل من الضغط والسكر في الدم وتتباطأ ضربات القلب. ومن اعراض هذه المرحلة الصداع، الدوار والغثيان، ورائحة فم غير مستحبة واصطباغ اللسان، والخمول الناتج عن سحب الكليكوجين من
عضلات الجسم.
عبادة وشفاء
اما المرحلة الثانية والتي تنحصر بين اليوم الثالث والسابع، سيستمر شعور الصائم بالخمول والتعب على مدى الاسبوع الأول، لان الجسم يكون في عمل شاق، فلا طعام يمده بالطاقة وسيكون اول شيء يستهلكه هو الكلكوز المخزون في الكبد والعضلات.
وعندما ينفذ الكلكوز يبدأ الجسم باستهلاك الدهون ليحصل على الطاقة، إذ يبدأ بتكسيرها لتحرير مادة الغليسيرول التي تتحول بدورها الى كلوكوز. عملية تطهير الجسم من الدهون قد تجعل من ملمسه دهنيا اكثر من المعتاد وتتسبب بظهور الدمامل فيه.
عند الصيام سيحصل الجهاز الهضمي على قسط من الراحة مما يسمح له بتنظيف اعضائه وتجديدها.
وستبدأ الفضلات العالقة بالجدران المعوية بالخروج، وستتطهر بقية الاعضاء ايضا مثل الرئتين، وعندها سيكون النظام المناعي فعالا اكثر من اي
وقت آخر. وفي الاسبوع الثاني من الصيام وتحديدا بين اليوم الثامن والخامس عشر سيجد الصائم نفسه في المرحلة الثالثة من التطهير، وفيها يبدأ الصائم بالتمتع بوضوح التفكير
وزيادة في الطاقة.
تأقلم الصائم
فلا تتفاجأ اذا بدأت الاصابات والجروح القديمة بالتهيج، لان الجسم يكون قد اكتسب قدرة اكبر على الشفاء اثناء الصيام لذا يبحث عن الانسجة التالفة والميتة، وأثناء هذه العملية تفرز الغدد اللمفاوية مواد تذيب الخلايا التالفة في الانسجة المتضررة، وهذه المواد قد تهيّج الاعصاب الموجودة في المناطق
المحيطة مسببة الألم.
اما اخر خمسة عشر يوما من الصيام وهي المرحلة الاخيرة من تطهير الجسم فسيشعر الصائم بأنه في صحة أفضل. وسيتخلل هذه الفترة مراحل تطهير قصيرة في الايام التي يشعر بها الصائم بالكثير من الطاقة، وسيجد ان رائحة تنفسه اصبحت أزكى ولون لسانه اصطبغ باللون الوردي.
وبهذا يصبح الجسم متأقلما مع الصيام، ويكون قد أكمل عمله في شفاء
اعضائه.
حتى الدماغ سيدرك الفائدة في اليوم العشرين، وستظهر مستويات عالية من هرمونات معينة في الدم مثل الاندورفين الذي ينتج عنه الشعور بصحة جيدة بشكل عام، وسيلاحظ الصائم صفاء ذهنه وتوازنه عاطفيا وتحسن في
ذاكرته وتركيزه.
عن موقع Imran Khan cancer appeal