تشير دراسة علمية جديدة أجراها فريق من العلماء والباحثين في جامعتي واشنطن واكسفورد، الى أن شخصا واحدا من بين كل أربعة آخرين فوق سن الـ 25، معرضون لمخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية خلال حياتهم.
يجمع بين استخدام تقديرات من دراسة العبء العالمي للأمراض فقد طور الباحثون مقياسا موجزا ومخاطر الاصابة بسكتة دماغية والبقاء على قيد الحياة، مقابل الاصابة بها والتعرض الى الموت. ولأول مرة، تقدر الدراسة مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية مدى الحياة بدءا من عمر 25 عاما، في حين كانت الدراسات السابقة تبدأ في عمر 45 عاما.
وقد وجد الباحثون، ان هناك فرقًا يصل الى خمسة أضعاف في مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية مدى الحياة في جميع أنحاء العالم. فيما يوجد مخاطر أعلى في شرق آسيا ووسط وشرق أوروبا. وتبلغ أدنى معدلاته في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
تراوحت مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية مدى الحياة لدى الشباب بعمر 25 عاما بحدود 8 بالمئة وصولا الى 40 بالمئة، وفقا للبلدان والمناطق التي يعيشون فيها.
وكانت المناطق الثلاث التي لديها أعلى خطر تقديري للاصابة بالسكتة الدماغية هي شرق آسيا 39 بالمئة، أوروبا الوسطى 33 بالمئة، أوروبا الشرقية 32 بالمئة، فيما كانت المنطقة الأقل تعرضا هي أفريقيا جنوب الصحراء
الكبرى 12 بالمئة.
حالات وأعراض
تحدث السكتة الدماغية عندما يتم انقطاع أو تقليل تدفق الدم الى جزء من الدماغ، مما يحرم أنسجة المخ من الأوكسجين والمواد المغذية. ففي غضون دقائق، تبدأ خلايا الدماغ
بالموت.
السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة. ويكون العلاج الفوري لها أمر بالغ الأهمية، كما ان الاجراء المبكر يمكن أن يقلل من تلف الدماغ والمضاعفات المحتملة. والخبر السار هو أن السكتات الدماغية يمكن علاجها ومنعها.
ومن أعراضها: اشكال لفظي في التحدث والتفاهم، مع الشعور بالارتباك، وصعوبة في فهم الكلام. وشلل أو خدر مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، ويحدث هذا غالبا على جانب
واحد من الجسم.
لذا يجب محاولة رفع الذراعين على الرأس في نفس الوقت، فاذا بدأت احدى الذراعين بالسقوط فإنه يصاب بالسكتة الدماغية، وقد يتدلى جانب واحد من الفم.
اشكال في الرؤية بعين واحدة أو كلتاهما، وقد تكون الرؤية فجأة غير واضحة أو مظلمة في احدى العينين أو في كلتاهما.
صداع مفاجئ حاد مصحوب بالتقيؤ أو الدوار أو الوعي المتغير. مشكلة في المشي، فقد يتعثر المريض أو يواجه دوخة مفاجئة أو فقدان التوازن.
يقول الدكتور غريغوري روث، الأستاذ في علوم المقاييس الصحية في جامعة واشنطن: “مع أن نتائجنا مذهلة، الا أنه من الضروري أن يحذر الأطباء مرضاهم من السكتات الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية الأخرى في المراحل المبكرة من الحياة”.
وتجدر الاشارة الى اننا وجدنا درجة عالية للغاية من مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية بناء على الأبحاث الأخرى التي قمنا بتقييمها. فمن الواضح أن البالغين الشباب بحاجة الى التفكير حول المخاطر الصحية على المدى الطويل، اذ يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيا عن طريق تناول وجبات صحية أكثر وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب استهلاك التبغ والكحوليات بجميع
أصنافها.
أصناف وبيانات
قام الباحثون بتحليل مخاطر الاصابة بسكتة دماغية تدوم طوال العمر، مصنفة حسب النوع الفرعي لها وهي السكتة الدماغية والنزفية. ولم يجرؤوا على تقييم مدى مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية المتكررة أو السكتة الدماغية عند الأطفال أو نوبة نقص تروية عابرة (TIA) والمعروفة باسم المسمّاة بالسكتة الدماغية الصغيرة التي لا تؤدي الى تلف دائم في الدماغ
لحسن الحظ.
ومن المهم التذكير بأنّ السكتة الدماغية تحدث عندما يمنع انسداد داخل الأوعية الدموية من امداد الدم الى المخ، بينما تحدث السكتة الدماغية النزفية عندما تنفجر الأوعية
الدموية الضعيفة.
يقول روث: “انخفاض مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية مدى الحياة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لا يمثل بالضرورة انخفاض معدل الاصابة بها، أو أن استراتيجيات الوقاية والعلاج أكثر فعالية. بل على العكس من ذلك، هناك أشخاص معرضون فقط لمخاطر الموت بسبب آخر، اذ يعتمد عبء السكتة الدماغية بين البالغين الى حد كبير على عوامل الخطر القابلة للتعديل وخصائص النظم الصحية. ولذلك، قد تكون نتائج الدراسة مفيدة للتخطيط الطويل الأجل، خاصة في ما يتعلق بالوقاية
والتثقيف العام.
كما أن وزراء الصحة وغيرهم من صانعي السياسات في الأمم المتحدة يحتاجون الى تطوير برامج تشجع الشباب على تناول وجبات صحية أكثر، بحيث تحتوي على المزيد من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، وكذلك تجنب استهلاك التبغ
والكحوليات، وزيادة النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي. كما يجب عليهم الدعوة لخفض أسعار الأدوية التي تتحكم بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول”.
ويقول الدكتور بيتر روثويل، أستاذ علم الأعصاب السريري بجامعة أكسفورد، ورئيس مركز الوقاية من السكتة الدماغية: “توفر هذه الدراسة المهمة بيانات موثقة عن المخاطر الحالية في الحياة في جميع أنحاء العالم لأنواع مختلفة من السكتات الدماغية، فضلا عن تزويد البلدان برؤى قيّمة حول عبء السكتات الدماغية.
ويمكن استخدام هذه البيانات والأفكار لتحديد أولويات استراتيجيات الوقاية واستهدافها. ونأمل أن يستمر هذا العمل المهم حتى يمكن تحديد هذه الاتجاهات في العقود
المستقبلية”.
عن ساينس ديلي