هيئة تحرير واشنطن بوست
ترجمة: فجر محمد
لم يختف فايروس كورونا تماماً، ولكنْ مع ظهور اللقاحات الناجحة والتنظيم الاجتماعي الجيد تضاءل الانتشار بشكلٍ ملحوظ. وعلى الصعيد العالمي تمَّ الإبلاغ عن أكثر من مليون إصابة جديدة بفايروس كورونا (كوفيد - 19) ونحو 31 ألف حالة وفاة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة. وارتفع عدد الضحايا الى سبعة ملايين شخص تقريباً منذ ظهور الجائحة، بحسب منظمة الصحة العالميَّة.
سلالة سائدة
يثير المتحور الجديد قلق واهتمام خبراء الصحة العامَّة في جميع أنحاء العالم، لأنَّه أصبح سلالة سائدة في الولايات المتحدة الأميركيَّة وبريطانيا. ينحدر هذا المتحور من سلالة اوميكرون، الأكثر انتشاراً في العالم. وقد تفوق (بفارق ضئيل على جميع نظرائه من سلالة اوميكرون المنتشرة في اميركا)، فهو يمثل النسبة الاكبر بالاصابة في البلاد.
من المتعارف عليه أنَّ جميع الفايروسات تتغير وتتطور بمرور الوقت، وفي آخر تحديثٍ قامت به منظمة الصحة العالمية صنفت المتحور الجديد (اي جي 5)، على أنَّه من المتغيرات الخاضعة للرقابة لكنه ليس ذا أهمية كبيرة أو مصدر قلق كبير لغاية الآن.
ويصف عالم الفايروسات ستيوارت تورفيل، هذا المتغير بأنَّ شكله أملس وأكثر انزلاقاً من البقية وأنَّ قدرته على التنافس تفوق نظراءه من الفايروسات، ويتنقل بشكلٍ أفضل حتى مع وجود الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات. ومع ذلك فهو يختلفُ بشكلٍ تدريجي عن باقي المتغيرات الفرعيَّة الأخرى، إذ تطور بشكلٍ طفيفٍ فأصبح أكثر قدرة على دخول الخلايا البشريَّة والاندماج فيها.
يشبّه البروفيسور كي سريناث ريدي من مؤسسة الصحة العامَّة في الهند، سريناث بمتغيرات أوميكرون الأخرى، وأنه أقل توغلاً وفتكاً بجسم الإنسان، وهذا ما يلاحظ عليه. كما أنَّ هذا المتغير سيأخذ وقته في السطوع، والهيمنة لبعض الوقت لحين استبداله
بمتغيرٍ آخر لأنَّ هذه هي طبيعة الفايروس.
أعراضٌ شائعة
بحسب البروفسور سريناث فإنَّ هذا المتحور يميل الى التسبب بسيلان الانف والعطاس والسعال الجاف، وإنَّ التقلبات الموسمية وقلة الاختبارات الطبية، من شأنها أنْ تجعل التفريق بين عدوى متحور (اي جي5) والانفلونزا او نزلات البرد أمراً صعباً بالفعل.
قد يكون كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بالسلالات الجديدة، إذ يمكن أنْ تقلَّ مناعتهم بسرعة بسبب التطعيم. ويشير سريناث الى أنَّ هذا الأمر لا يستدعي القلق، لأنَّ هذا المتحور لن يزيد من عدد حالات الرقود في العناية المركزة أو الوفيات.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض فإنَّ 17 بالمئة من المصابين بفايروس كورونا، أصيبوا بهذا المتحور مؤخراً، وهو الأكثر انتشاراً في أميركا. في حين كانت نسبة الاصابة بالمتحور قبل شهرين تقريباً 12 بالمئة تقريباً. في بريطانيا والهند وتايلاند تمَّ الإبلاغ عن الإصابة بمتحور (اي جي 5). وتشير وكالة الامن الصحي البريطانية الى وضعها هذا المتغير تحت المراقبة منذ ظهوره قبل ثلاثة شهور بعد تقارير عن بروزه في آسيا. ونوهت بأنَّ 12 بالمئة من الحالات التي ظهرت هي من متحور (اي جي 5).
وبحسب ماري رامزي مديرة برامج الصحة العامة في بريطانيا، فإنَّ كوفيد ما زال موجوداً ولم يغادر البيئة، ومن المتوقع انتشاره في الشتاء المقبل مع تزايد أعداد المرضى. وعلى غرار البروفيسور ريناث، فان الاستاذ تورفيل يعتقد ان المتغير الجديد لن يكون مصدر قلق كبير، على الرغم من أنه ينتقل بشكل سريع، وينصح أولئك الذين لم يتلقوا جرعات معززة أو تم تطعيمهم أو حتى أصيبوا بفايروس كورونا في الأشهر الستة الماضية بالتفكير في الحصول على التطعيم مرة أخرى.
جرعات معززة
تستعد الجهات الصحية الأميركيَّة هذا الخريف، لتنظيم جرعات معززة من من لقاحات فايروس كورونا المصنع بصيغة جديدة تستهدف المتغيرات الفرعية (اكس اكس بي) التي كانت مسؤولة عن معظم اصابات هذا العام.
وتعتقد منظمة الصحة العالمية ان كورونا ما زال يشكل تهديدا عالمياً، خصوصاً في ظل التقارير الواردة عن زيادته في بلدان كوريا الجنوبية والبرازيل واستراليا، لذلك من الضروري الانتباه لمتغيراته وتوفير العناية الصحيَّة فهو يعيش معنا مثل الانفلونزا، ويتطلب مراقبة منتظمة.