التنمر

اسرة ومجتمع 2019/05/11
...

   ميادة سفر
 “التنمر” أو باللغة الإنكليزية “Bulling”، هو سلوك ينطوي على العنف والعدوان من قبل شخص أو عدة أشخاص، وتنتشر تلك الظاهرة بشكل أساسي بين طلاب المدارس
، وينطوي هذا السلوك على مشاكل اجتماعية ونفسية يعاني منها الطرفان المتنمر والمتنمر 
عليه.
للتنمر عدة أنواع، منها اللفظي كالسخرية والتهديد أو معايرة الشخص بملابسه وشكله وكلامه، أو الجسدي كالاعتداء بالضرب
، والاجتماعي الذي يقوم على تشويه السمعة في المحيط الاجتماعي، فضلاً عن التنمر الإلكتروني من خلال نشر الإساءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تعتبر هذه الظاهرة مسؤولية تربوية في المقام الأول
، ومن المهم أن تزيد الدولة من رعايتها للمدارس،
 من خلال رفدها بمشرفين نفسيين وتربويين
، لمراقبة سلوك التلاميذ والتصرفات التي يمارسونها أو تمارس عليهم، وخلق أجواء من الثقة فيما بين المشرف والطالب، وتعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال الذين لديهم علامات مميزة كارتداء نظارة
، أو زيادة الوزن، فضلاً عن أن زيادة الاهتمام بالأنشطة الرياضية والفنية والثقافية وتشجيع التلاميذ للمشاركة فيها، تسهم في تفريغ التشنجات والتوترات والمشاكل النفسية 
المختلفة.
ما ينعكس ايجاباً في التقليل من ظاهرة التنمر، إضافة لإقامة برامج وحملات توعية لجميع الفئات العمرية حول التنمر وأشكاله، وطرق التعامل معه وكيفية الوقاية 
منه.
يقع على عاتق الأسرة الدور الأساسي من خلال العمل على تنشئة أطفال قادرين على التواصل مع الآخرين، ومتقبلين لأنفسهم أياً كانوا، وتنشئتهم على أنهم جديرون بالاحترام والحب
، وتجنب ممارسة التعنيف المادي أو المعنوي، كلها أمور تسهم في تأمين جدار حماية نفسية وجسدية لضحايا التنمر، تمكنهم من مواجهة ما يتعرضون له، والأمر ذاته ينطبق على 
المتنمرين.
يشار إلى أن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، أصدرت تقريراً تحت عنوان “ما وراء الأرقام، وضع حد للعنف المدرسي والتنمر”،
 في منتدى التعليم العالمي لعام 2019، جاء فيه: “أنّ العنف المدرسي والتنمر مشكلة رئيسة في جميع أنحاء العالم، تطال نحو ثلث طلاب المدارس وتؤثر على صحتهم العقلية وتحصيلهم الدراسي”، ويعتبر هذا بمثابة تنبيه لتلك الظاهرة التي تسهم عدة عوامل في انتشارها، فكان مهماً لفت النظر إليها للتوصل إلى حلول تمكن من القضاء 
عليها.
تجدر الإشارة الى أن التنمر لا يمارس فقط بين الأطفال والمراهقين وفي أروقة المدارس، بل يمكن ملاحظته بين البالغين أيضاً، فهناك التنمر الوظيفي الذي يمارس بين زملاء العمل، ومن قبل المدراء بحق الموظفين الأدنى مرتبة منهم، وغالباً ما يكون المدير الذي يمارس هذا السلوك أقل كفاءة وخبرة
، أو مهووساً بالسلطة والسيطرة، ويمارسه بعدة أوجه كالاستخفاف بالعمل المنجز، أو التهديد بفرض العقوبات وغيرها
، في هذه الحالات يجب التصدي ومواجهة المتنمر بجميع الطرق المتاحة، وعدم السكوت أو السماح 
بتكرارها.