ضمن نشاطات بغداد مدينة الابداع الأدبي - اليونسكو أقامت منصة رؤيا اصبوحة حوارية بعنوان ( الرواية في السينما ) ،، ضيفت فيها الدكتور صالح الصحن للحديث عن فيلم ( الحب في زمن الكوليرا) المأخوذة عن رواية الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ، المصادف وقد أدار الندوة المخرج الدكتور حسين الانصاري مدير المنصة .
بدءا تحدث دكتور الصحن عن الفيلم وعلاقة السينما بالرواية وتحويل الرواية إلى فيلم ، وأشار الصحن بأن هناك تباينا كبيرا بين الرواية والفيلم، فكل منهما له أدواته الخاصة ، لذا يجب أن يعرف المشاهد أو المتلقي كيف يتم تحويل الرواية إلى فيلم ، وماهي الشروط التي يجب أن تتوفر في الرواية لكي تصبح فيلما ، وهل كل رواية تصلح ان تكون
فيلما .
وقد بين الصحن ان الرواية والسينما جنسان مختلفان، فالرواية تكتب من شيء متخيل ، اما السينما فهي ترجمة بصرية لما يحصل في الرواية من شخوص وحركة وايحاء وتكثيف واستعارة، وهذا ما يحول القاريء المتخيل من سرد وصفي إلى حدث مرئي، من خيال إلى صورة ، بمعنى أن تجد نفسك ضمن الحدث .
ففي رواية ( الحب في زمن الكوليرا) لغابرييل غارسيا ماركيز والتي تحولت إلى فيلم من إخراج ماكنويل ، حيث ركز مخرج الفيلم على السيرة الاجتماعية وترك السياسية ، وركز ايضا على صورة الحبيبين في الرواية الا ان الحبيبة تركته وتزوجت غيره ثم اكتشفت بعد ذلك ان اختيارها كان خاطئا، وقد ركز الكاتب على هذا الخط ، اما الخط الثاني الذي بينه المخرج في الفيلم هو الخط الجمالي والخط الفكري . فالحب يصيب الجسد والروح وكذلك الكوليرا تصيب الجسد والروح ايضا ، ومن المعروف أن الحب يشفي الجسد والروح ولكن في هذا الفيلم حصل العكس على حد قوله .
أما عن الواقعية السحرية فهي المعالجة الشعرية للموضوع فزوليني مثلا عندما كان يعرض الأجساد لم يوظف الجسد وإنما كان يوظف الفكر بطريقة تستفهم الاشياء وهذا ما يسمى واقعية سحرية في السينما . ومن الجدير بالذكر أنه تم صرف اكثر من ٢٥٠ مليون يورو على هذا الفيلم .
ومن حسنات الفيلم ايضا الجميلة ومن وجهة نظر سينمائية اختيار الممثلين البارعين من ناحية الصوت والألوان والديكور الانيق والباذخ ، وقد حضر الاصبوحة جمع غفير من جمهور المدينة الابداعية من مختصين بالشأن واكاديميين ومثقفين .