مضيق هرمز في قلب التوتر

آراء 2019/05/11
...

محمد صادق جراد 
 

إنَّ ما يحدث من تصعيد في مضيق هرمز والخلاف بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول تفسير القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والمتعلق بالصواريخ الإيرانية أصبح يشكل خطرا كبيرا على مصالح العراق والمنطقة لا سيما بعد التصعيد وتزايد لغة التهديد واستعراض العضلات بين الأطراف المتصارعة. 
العراق بدوره يحاول أنْ يعمل على التهدئة لأنه يدرك بأنَّ أي صراع مسلح في مضيق هرمز سيؤدي الى نتائج كارثيَّة على العراق والعالم وما يشكل أزمة حقيقيَّة للمنطقة بصورة عامة والإضرار بالمصالح الاقتصادية العراقية بصورة خاصة لأنَّ مضيق هرمز ممرٌ ملاحيٌ حيويٌ تعبر من خلاله صادرات العراق النفطية وهو يربط منتجي النفط في الشرق الأوسط بأسواق آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وما وراءها، ويقع منذ عقود في قلب التوتر الإقليمي. والجميع يعلم بانَّ الاقتصاد العراقي والموازنة التي تتوقف عليها أسباب عيش المواطن العراقي تعتمد بشكل يكاد يكون كاملاً على صادرات النفط عبر هذا المضيق باعتباره المنفذ الرئيس لصادرات النفط إضافة الى كونه منفذ العراق الذي يستورد من خلاله البضائع المهمة للأسواق العراقية. من هنا نكتشف حقيقة مهمة وهي ان الصراع الدائر بين الولايات المتحدة الأميركية وبين إيران منذ فترة طويلة والمتعلق بالبرنامج النووي الإيراني والعقوبات الدولية التي تفرضها أميركا على إيران أصبح اليوم يهدد بشكل خطير المصالح العراقية لا سيما تلك التي تتعلق بحياة المواطن وأسباب معيشته.
الأمر الذي جعل الحكومة العراقية أمام مسؤولية التحرك للعب دور الوسيط في هذه القضية وذلك لكون العراق يمتلك علاقات طيبة بالطرفين وبإمكانه ان يكون وسيطا ناجحا لا سيما ان بغداد ضيفت قبل أعوام لقاءات بين الطرفين.. ويمكننا القول بان العراق قد عاد الى ممارسة دوره الإقليمي في المنطقة، الا ان الأمر اليوم لا يتعلق بعودة العراق الى ممارسة دوره الإقليمي فحسب بل يتعلق بمصالح العراق الستراتيجية التي ستتضرر بشكل خطير في حال تنفيذ إيران او أميركا لتهديداتهما لا سيما ونحن نشهد تصعيدا متزايدا وحرب تصريحات يطلقها الطرفان. ما يحدث اليوم من استعادة العراق لعافيته يعد رسالة يجب ان تصل الى القوى السياسية العراقية مفادها اننا نعيش وسط محيط إقليمي ساخن نتأثر به وبأحداثه ويجب ان تكون لدينا نظرة بعيدة للأحداث أبعد بكثير من النظر الى مشاكل القوى السياسية والصراع الداخلي والذي يسهم في إشغال الحكومة العراقية عن لعب الدور الإقليمي والدولي. وعلى العراق أنْ ينظر بعين الترقب والقلق لما يحدث في المحيط الإقليمي والدولي لا سيما أحداث إيران ومضيق هرمز وان يلجأ هو والدول الخليجية إلى إيجاد منافذ جديدة لتصدير النفط عبر موانئ عربية أخرى في الأردن وسوريا تحسباً لاي توتر عسكري قادم وعدم الاعتماد على منفذ واحد.