ترجمة: نافع الناجي
توصلت دراسة أجرتها جامعة هارفارد، إلى أنَّ الاكتئاب والقلق قد يؤثران في الشباب بمقدار ضعف ما يؤثران في المراهقين.
وارتبطت وسائل التواصل الاجتماعي بارتفاعٍ "مذهل" في معدلات الاكتئاب لدى المراهقين، إذ يقول الخبراء إنَّه يجب على الآباء تأخير استخدام الهواتف الذكيَّة والأجهزة اللوحيَّة عن أيدي أولادهم.
تناقش الأم وأخصائيَّة علم النفس العصبي الدكتورة جنيفر ريسمان، عواقب قضاء وقتٍ أطول أمام الشاشات بالنسبة للمراهقين، وما يمكن للوالدين فعله لمساعدة أطفالهم في مواجهة مشكلات الصحة العقليَّة.
في حين إنَّ ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق بين المراهقين الأميركيين، قد حظي بالاهتمام فإنَّ الشباب قد يعانون أكثر من هذه الظروف، وفقاً لتقريرٍ جديدٍ صادرٍ عن كلية الدراسات العليا للتعليم بجامعة هارفارد.
وقال ما يقرب من 36 % من الشباب إنهم يعانون من القلق، مقارنة بـ18 % من المراهقين، وفي ما يتعلق بالاكتئاب قال 29 % من الشباب إنهم يعانون منه، مقارنة بـ 15 % من المراهقين.
جاءت هذه النتائج من استطلاع وطني أُرسل إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا والمراهقين وأولياء الأمور في الأشهر القليلة الماضية.
ونُشرت النتائج الأسبوع الماضي في تقرير بعنوان "على الحافة: فهم تحديات الصحة العقلية للشباب ومنعها"، من مشروع جعل الرعاية مشتركة (MCC).
وقال ريتشارد فايسبورد، المؤلف الرئيس للتقرير: "إنَّ مرحلة الشباب يمكن أنْ تكون فترة نمو وإمكانات كبيرة". وأضاف "لكنَّ الكثير من الشباب أخبرونا أنهم يشعرون بالتوتر والوحدة وانعدام الاتجاه، وأنهم قلقون بشأن الأمن المالي". ولفت فايسبورد "الكثيرون يحققون الإنجازات ولا يجدون سوى القليل من المعنى سواء في المدرسة أو العمل".
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز ديجيتال، قال فايسبورد إنه فوجئ إلى حدٍ ما بالنتائج، مضيفاً :"اعتقدت أنَّ معدلات الاكتئاب والقلق لدى الشباب ستكون مرتفعة، لكنني لم أعتقد أنها ستكون ضعف المعدل لدى المراهقين"، مشدداً "كان مدى الاختلاف
مفاجئًا".
شارك الشباب الذين استجابوا للاستطلاع في تحديات محددة أدت إلى اكتئابهم وقلقهم، وكان الأكثر شيوعاً هو الافتقار إلى "المعنى أو الهدف"، الذي ذكره ما يقرب من 58 % من المشاركين في الاستطلاع، وقال التقرير إنَّ نصف الشباب أفادوا بأنهم "لا يعرفون ما يجب فعله بحياتهم"، وهو ما أسهم في معاناتهم المتعلقة بالصحة العقليَّة.
كما تمَّ اعتبار المخاوف المالية والضغوط لتحقيق الإنجازات من الأسباب التي أثرت في 56 % و51 % من الشباب، على التوالي. وقال خمسة وأربعون بالمئة من الشباب إنَّ لديهم "شعورًا بأنَّ الأمور تنهار".
بالنسبة لـ 44 % من المشاركين، كان الافتقار إلى العلاقات الهادفة هو الدافع الرئيس وكانت الوحدة عاملاً بالنسبة لـ 34 %.
وقال فايسبورد: "لقد وجدنا معدلات عالية من الوحدة ومعدلات عالية من عدم الاهتمام للآخرين". وزاد "أعتقد أنَّ الافتقار إلى الهدف يرجع جزئيًا إلى الشعور بالانفصال والوحدة".
أخيراً، أسهمت القضايا الاجتماعية والسياسية في القلق والاكتئاب، حيث ألقى 42 % باللوم على العنف المسلح في المدارس بسبب مشكلات الصحة العقلية، وأرجع 34 % الأمر إلى تغير المناخ، وأشار 30 % إلى عدم كفاءة القادة السياسيين أو فسادهم، وفقًا للتقرير.
وقال الباحث: "أحد الأشياء التي ظهرت في بياناتنا هو كمية الأخبار المخيفة، أعتقد أن هذا عامل كبير في معدلات القلق والاكتئاب لدى الشباب، فهناك شعور وكأن العالم ينهار من حولهم".
وأشار فايسبورد إلى، أن "الشباب أيضًا يعيشون في بيئة إعلامية مختلفة تمامًا الآن، لأنهم يتواجدون على وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا ويتعرضون للقصف بالأخبار السيئة".