فضاءات.. تساند الشباب وتناقش قضاياهم
عواطف مدلول
ووائل الملوك وسرور العلي
تدخل صفحة ولد وبنت عامها الجديد بالعدد (83) تحت العنوان، الذي تم تبديله مؤخرا ليحمل اسم (فضاءات)، وبذلك تصبح اكثر شمولية بكل الأمور التي تخص اليافعين والشباب، حيث توقد شمعتها الثالثة استعدادا لمزيد من المتابعات واللقاءات والتحقيقات التي تصب في خدمة الاجيال الحالية والمقبلة، وتقدم لهم الدعم المعنوي من خلال إتاحة الفرصة لابراز مواهبهم ونشاطاتهم الابداعية، كما تناقش القضايا السلبية، التي تؤثر فيهم محاولة ايجاد الحلول لها عن طريق استشارة عدد من المختصين والخبراء بمختلف المجالات، إلى جانب ذلك التركيز على الظواهر الإيجابية، التي تشجعهم على الاهتمام بها للنجاح في حياتهم الخاصة والعامة.
معياريَّةٌ عاليَّة
ترى الدكتورة إيناس القباني بمركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار أن ضرورة التخصص في أي ميدان تفرض حالة من التعمق والتركيز بمهنية عالية، وصفحة (فضاءات) سلطت الضوء على شريحة هي الأهم في المجتمع، وتناولت عناوين هي الأقرب للفئة العمرية ذات القدرة على تغيير مجتمع باكمله، فئة المراهقين لها معيارية عالية دائماً في خلق رأي عام وهي الأخطر من بين الفئات الاخرى، مرور سنتين يعني خطوة نحو التخصصية في العمل الصحفي الخلاق، مبارك وإلى
الأمام.
اما علي سالم جليل، موثق للتاريخ وطالب قانون، يقترح بأن تتوسع الصفحة حيث لا تبقى إسبوعية بل تصدرعلى سبيل المثال ثلاث مرات في الإسبوع، لتنشر أكبر عدد من المواهب، وتوثق أخبار ومهارات الشباب وتعمل على تعزيز ثقافاتهم بكل النواحي، إلى جانب تسليط الضوء على الحملات الشبابية الانسانية والثقافية، متمنيا النجاح للصحيفة ولكادر صفحة فضاءات ومزيدا من التألق
والابداع.
بيئةٌ داعمة
أنت تمتلك موهبة، إذاً أنت في مأزق، الموهبة موجودة في كل مكان، أما الفرصة فلا، نحن جميعاً نخسر بسبب هذا، عليك أن تقوم بتقديم الدعم الكامل لنفسك، بهذه العبارة تحدثت الرسامة والكاتبة فاطمة عبد اللطيف عن الطاقات الشبابيَّة وكيفية تقديم الدعم لها، مضيفة: “عليك إيجاد طريقة لإبراز أعمالك بين المجتمع بنفسك، وعلى الأغلب أنها لن تنال الاهتمام الذي تستحقه، لأنك لن تتمكن من نشرها بالشكل الصحيح، وهذا هو واقع الحال، فإذا كان لديك عدد كبير من الشباب الموهوبين، ولا تهتم لهم، فهذه مشكلة، لذا من الضروري أن تمنحهم طرقاً لتطوير مواهبهم وتسويقها، سواء كان ذلك يتعلق بالأعمال اليدوية، والرسم، والموسيقى، وصناعة الأفلام أو التكنولوجيا، لا بد من أن تساعدهم بطريقةً للتعبير، فالشباب هم الأفكار، وهم المستقبل، يحتاجون إلى منصة تسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم وقدراتهم، وبيئة داعمة تخبرهم طوال الوقت أنهم قادرون على القيام بذلك، وأن هذا الأمل
موجود”.
وتابعت بالقول “من الرائع ان تواصل جريدة الصباح عملها المتميز بذلك الخصوص، وللسنة الثالثة على التوالي، محاولة جذب النظر نحو المواهب الفردية الفريدة للشباب، وعرضها أمام المجتمع، والتي نأمل أن تحظى جميعها بفرصة الخروج من الظلام إلى
النور.
تطوير الذات
من جهته يقدم الرسام والاثاري صلاح ارجوان تهنئته لجريدة الصباح قائلا: كل عام أنتم بخير ومزيد من التقدم والازدهار للجريدة، وصفحة فضاءات على وجه الخصوص، والتي تهتم بشريحة الشباب كونهم يشكلون الفئة الاكثر بالمجتمع، فقد نجحت وبجدارة بتسليط الضوء على المواهب، خاصة التي تحتاج إلى دعم معنوي، حتى تنهض بأفكارها وتصل لمراحل إبداعية تلبي طموحها وتخدم بلدها، ومن حسن حظي ودواعي سروري كنت من الأشخاص الذين توفرت لهم مساحة جيدة بالصفحة، لعرض أعمالي بالفن التشكيلي والاشادة بدوري للعمل ضمن الفرق التطوعية الخدمية، وفعاليات أخرى بمجالات عديدة رياضية واثارية وفلكية وغيرها.
في حين تؤكد مسؤولة فريق شبعاد الثقافي، اسراء عطية مدلول على أن الصفحة تستقطب المواهب الشبابية بمختلف مجالاتهم المهنية والفكرية والثقافية”، لافتة إلى أنها من المتابعين لما ينشر فيها.
حيث تتطلع من خلالها على ما يعانيه المراهقون، اضافة إلى اهتمامها بحرص على مساعدة الشباب في التوعية والابتعاد عن الأمور السلبية والمشكلات والتحديات التي تواجههم على الصعيد النفسي، كما أنها تسهم في تطوير الذات”، مشيرة إلى أن “الشباب هم الفئة الأكثر طموحا، والطموح يحتاج إلى توجيه من قبل المجتمع، ومن التجارب التي يمارسها البعض منهم من الفئات العمرية نفسها، وجريدة “الصباح”، متمثلة بصفحة (فضاءات) تستخدم اسلوب التوعية الفكرية بالشكل الصحيح.
ولادة المواهب
الفنان التشكيلي مهدي أكرم بين: “من الجميل معرفة وجود اهتمام بإبداعات الشباب، وطاقتهم الفنية والعلمية والمعرفية، برغم من الظروف التي يمر بها العالم اليوم ومنغصات الحياة، وهذا يعطي حافزا وشغفا لهم ووعي ثقافي، وفي الذكرى الثانية لتأسيس تلك الصفحة الخاصة بدعم الطاقات الشبابية، نقدم الامتنان والعرفان لكل الصحفيين المساهمين فيها، لحسن اختيارهم، ودورهم في التعريف بالمنجزات والكفاءات الشبابية، إذ من المهم نشر أعمالهم، كوسيلة لتعرف على نطاق واسع، والاستفادة من تجاربهم وما مرو به”.
وتثمن إخلاص السلطاني الإعلامية والناشطة المدنية رئيس مركز وطن لتمكين المرأة في محافظة بابل الجهود المبذولة من قبل الكتاب والصحفيين، الذي كانوا سبّاقين فعلا من خلال تلك الصفحة الموجهة للشباب بالذات في جريدة الصباح، على تشجيع شريحة مهمة جدا تضم امكانيات كبيرة أثبتت تفوقها عن غيرها بالعالم، قائلة: مبارك لكم لأنكم لم تقصروا في المساهمة بولادة المواهب والمبادرات العظيمة منها والمتواضعة ايضا، والتي يمكن أن يقتدى بها وتكون حافزا لكل الفعاليات الاخرى المشابهة لها، حتى نرتقي للشباب في مجتمعنا، لا سيما بعد انصرافهم عن قراءة الصحافة الورقية، لكن نشر الصفحة والجريدة الكترونيَّا شكل فارقًا كبيرا في تحقيق جذب أكبر عدد
منهم.
معالجات اجتماعيَّة
اما مصطفى علاء عبد الحسين، خريج هندسة حاسبات ، قال:” تتيح الصفحة إمكانية إنشاء اهداف ومهارات وبث الثقافات مع الآخرين وتكوين شبكات اجتماعية ايضا، يمكن أن توفر للشباب دعماً قيماً، لا سيما أولئك الذين يشعرون بالإقصاء أو المصابين بإلاعاقة من ذوي الهمم، وكذلك ممن يعانون أمراض مزمنة، إلى جانب الخريجين الذين لم يجدوا فرص عمل بشهاداتهم لينالوا حقهم الطبيعي في العطاء بمجالات اختصاصاتهم، وتعويضها بالإعلان عن مواهبهم وقدراتهم
الاخرى.
واشار عبد الحسين، إلى أن “صفحة (فضاءات) تعد من الصفحات المهمة، التي تفعل دور الشباب وتعينهم ببعض التوجيهات والنصائح، التي غالبا ما يلجؤون لها خلال ممارسة نشاطاتهم الحياتية، عبر الحوارات والتقارير التي تنشر ونشاهد فيها نوعا من المعالجات الاجتماعية”.
مؤكدا أن “استثمارهذه الطاقات الشبابية باعتبارها ثروة كبيرة للبلد، لا يمكن التغافل عن حجم دورها في استمرار عجلة الحياة نحو التقدم وبناء المجتمعات وتنميتها، الإعلام يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية اكتشافها وصناعتها لتؤدي رسالتها بالشكل الصحيح
والمناسب.
موجة النجاح
تجد الرسامة صفا صالح، أن من الأمور اللطيفة التي حصلت معها مؤخراً هو نشر بعض أعمالها في جريدة الصباح، ما جعلها تفكر بأهمية ما تفعله لأجلها أو للآخرين، موضحة: لطالما ظننت أن الاحتفاظ بما أنجزه لنفسي يكفيني، لكن مشاهدة الناس له أو القراءة عنه في الجريدة كان شيئاً مميزاً جداً ورائعا بالنسبة لي، أعتقد أن تواجد مثل هكذا صحف تدعم الشباب الناشئة لا يصب في مصلحة الجريدة فحسب، بل في مصلحة الموهوب نفسه، حيث يشعر بقيمة ما يقدم حين يطلع عليه الناس ويعجبون به، وذلك شيء يدعو للفخر ويخلق لدي نظرة تفاؤل عميقة تجاه المستقبل.
بينما يلفت الكاتب والاعلامي سعد محمد الكعبي إلى أن من الايجابيات التي نلحظها عن كثب في “الصباح” هي صفحتكم، التي تهتم بالشباب ومواهبهم مما يؤدي إلى ولادة مشروع وطني ثقافي، وفي ما لو لم يتوفر امامهم اي مساندة، ستكون النتيجة قتل تلك القدرات والرؤى البعيدة التي يخططون لها، واذا لم يجدوا متنفسا واسعا لها حتما سيؤدي ذلك إلى الفشل وما ينتج عنه من مشاعر وافكار سلبية هدامة قد تسبب أمراضا نفسية
لهم
مضيفا: أود الإشارة لمقولة العالم فاديم زيلاند والتي مضمونها (في موجة النجاح تتراكم خطوط حياة جيدة تتواجد في فضاء الاحتمالات، فعندما تحصل على أول عرق ذهبي أو شعرة من الحظ على شكل خبر جيد أو فرصة، يمكنك ان تنزلق تلقائيا إلى خطوط نجاح أخرى متتالية هذه الخطوط تكون متجمعة في منطقة معينة في فضاء الاحتمالات تسمى موجة النجاح) فمن خلال دعم صفحة “فضاءات” سيصل صوت الشباب إلى الجهات المختصة، وبالتالي من المؤمل ان يرسم لهم القدر أبوابا مفتحة، ينطلقوا منها لتحقيق ما يصبون اليه من ثقافات ابداعية في فضاء واسع من الاحتمالات وسط صراعات النجاح والفشل.
مصدر للإيجابيَّة
الكابتن آلاء الشمري عضو في فريق بايك داد الرياضي للدراجات الهوائية سبق وان كان لها حضور مميز في الأشهر الأولى من تأسيس صفحة “فضاءات”، كرسامة شاركت بنشر إحدى لوحاتها الفنية وكرياضية
ايضا.
فقد اعتبرت المواضيع التي تطرح بالصفحة بمثابة مصدر للطاقة الإيجابية لأنها اكثر ما تركز عليها، من إجل إشاعة روح الحماسة والاقدام لدى الشباب، كما ان التنوع في اختيار الشخصيات التي تجرى معها اللقاءات ببعض الحرف والابتكارات، لا سيما النادرة منها يضفي للصفحة طابعا خاصا جعلها تنفرد به دون غيرها من الصفحات.
مختتمة ببعض عبارات التهاني والتبريكات لمناسبة دخول الصفحة عامها الثالث، وتحقيق خططها الهادفة في مساندة أكبرعدد من الشباب لبلوغ احلامهم وطموحاتهم، والتي قد تبدو مستحيلة نوعا ما من وجهة نظر البعض منه، لكن (فضاءات) تهيئ لهم الفرصة، ليتركوا بصمتهم ويسجلوا خطوات في طريق الوصول
لأمنياتهم.