أفلامٌ عراقيةٌ في مهرجان {اللاجئ للسينما}

منصة 2023/11/14
...

 هلسنكي: الصباح

اختتم السبت الماضي في سينما {كينا كيريامو} في العاصمة هلسنكي مهرجان {اللاجئ للسينما}، الذي انطلق الخميس 9/ تشرين الثاني واستمر ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 18 فيلما بـ 13 لغة، كان من ضمنها ثلاثة أفلام عراقية. 

وحظي الفيلم الروائي العراقي الذي بعنوان {عادي} تأليف وإخراج وانتاج وبطولة الشاب على الصفو، وتصوير ومونتاج نيكي لاكسون، وعرض في اليوم الأول من المهرجان بإشادة الجمهور الحضور.

وقد نفذت أغلب أعمال "عادي" ومشاهده التصويرية بشكل تطوعي، الأمر الذي ساعد بانخفاض التكلفة الإنتاجية. 

ويُظهر الفيلم مشاهد من حياة المخرج وأصدقائه بشكل واقعي. طرحت حواراته بلغات متعددة منها "العربية والألبانية والصومالية والكوسوفية"، إضافة إلى استخدم اللهجة الفنلندية، التي يتحدث بها اللاجئون.

كما ونال الفيلم العراقي اهتمام الجمهور طوال مدة عرضة "الساعتين"، واحتفى الحاضرون بصنَّاع الفيلم مؤكدين دعمهم "لاستمرار طرح الفيلم في دور العرض التجارية".

وقال الصفو لـ "الصباح إن "رسالة الفيلم إنسانية، تسلط الضوء على الصعوبات والتحديات، التي يواجهها اللاجئ في البلدان الأوروبية، ومنها اختلاف الثقافات بين هؤلاء اللاجئين وأبناء البلد الأصليين وآثارها وتداعياتها".

والفيلم الروائي "عادي" يعالج التغييرات الطارئة باستمرار على هذه المجتمعات، خاصة ولادة ونشأة الكثير من اللاجئين في بلد اللجوء، وفقاً لتعبير الصفو. وأضاف أن "القاسم المشترك بين الأصدقاء - أي أبطال الفيلم- هو الديانة، إذ إن جميعهم من الديانة الإسلامية. أما في ما يتعلق بعنوان الفيلم، فهو، بحسب الصفو- يختصر فكرة "عادي"، وهي الكلمة المستخدمة والدارجة باللهجة العراقية بمعنى "طبيعي". ويقصد الصفو في أن الإنسان مهما اختلف عن غيره في الدين أو الثقافة أو في تفاصيل أخرى، فإنه يبقى إنسانا طبيعيا، ولا يختلف بشكل إنساني عن غيره من أبناء جنسه.  كما ويجسد العنوان أيضا الكثير من الأمور، التي تحصل يومياً أمامنا بشكل غير اعتيادي، لكن، كما قال الصفو "لا بأس بتجربتها، لأن التجربة هي الأخرى أمر طبيعي بالنسبة للإنسان، خصوصاً إذا عاش في بيئة مختلفة". 

ويذكر أن علي الصفو من مواليد 1998 حاصل على بكالوريوس تمثيل من جامعة بولموث البريطانية، ودرس الاخراج على نفقته الخاص.

ومن المشاركات العراقية الأخرى فيلم وثائقي بعنوان "بغداد تحترق"، لمخرجه المقيم في الدنمارك كرار العزاوي. الفيلم يوثق تظاهرات تشرين التي جرت في العام 2019.

كما وشارك الفنان التشكيلي عادل عابدين بفيلم قصير بعنوان "تعليمات المهاجرين". وقدم فنان "الاستاند اب" كوميدي كريم الدليمي عرضه عن حياة الأجانب في بلدان المهجر. 

من جانبها، وصفت مديرة المهرجان السيدة أنّاَ كورهنن المشاركات العراقية، بأنها "رائعة"، وأشادت بفيلم علي الصفو، الذي أنجزه بإمكانات شخصية، أما الوثائقي "بغداد تحترق"، فهو بنظرها مؤثرا، كما قالت "جعلنا نرى شبابا يتظاهرون بحماس وهم يطالبون بحقوقهم". 

وأشارت أنّاَ كورهنن إلى أن المهرجان يستقبل لأول مرة فنان "استاند اب" كوميدي عراقي، وهو أيضا أول "استاند اب" عراقي في فنلندا.

 أما الممثل العراقي المقيم في فنلندا حسين البزوني، الذي زامن جميع نسخ المهرجان لأعوامه الأربع الماضية، قال إن "مشاركة فيلم (عادي) تعد الأكثر تميزاً من بين المشاركات العراقية السابقة"، موضحا أن "المخرج قدم لنا فيلماً روائيًا طويلا، وكانت قاعة العرض مليئة بالحضور، وبعض الحاضرين عادوا إلى منازلهم لعدم وجود مكان للمشاهدة، خصوصا وأن الفيلم قدمه شاب لم يتجاوز الخمسة والعشرين من العمر".