الموصل تناشد الصدر

آراء 2019/05/14
...

نوزاد حسن
 
 
  لم استغرب في الحقيقة المناشدة التي اطلقها الموصليون لسماحة السيد الصدر بالتدخل لانقاذ محافظة الموصل كونه راعيا للاصلاح.المناشدة كما افهمها هي صرخة غريق تعرض بعد انقاذه الى سلسلة من حوادث غريبة لا احد يفهمها.وقد يكون افضل وصف يمكنني استخدامه ونحن نتحدث عن قصة ما بعد اقالة العاكوب هو قولنا ان الموصل تتعرض لعملية اختطاف واضحة جدا.والا ما معنى كل هذا الذي قيل في الفضائيات عن صفقة بيع منصب المحافظ.
  قيل الكثير الكثير لكني شخصيا لا استطيع ان اتجاوز ثقة الموصلي البسيط بسماحة السيد الصدر بحيث انه يناشده بالتدخل.اظن ان هذه المناشدة تعني الكثير لسماحة السيد,كما انها تعني الكثير بالنسبة لنا 
ايضا.
  اننا نعاني منذ سقوط النظام السابق من حديث محاصصة لا يتوقف.جرى تقسيمنا على اساس قالب المذهب والقومية.هذا القالب سني,وذاك القالب شيعي
,والقالب الثالث كردي وهكذا.
اعادونا الى الوراء مئات الكلومترات لنجد انفسنا في قوالب مصنوعة من تسميات بعيدة كل البعد عن فضاء 
الوطن.
لذا انا ابحث عن اية اشارة فيها نسمة الوطن القديمة.والحقيقة ان الموصليين وهم يوجهون خطابهم للسيد الصدر جعلوني احس ان على ابناء الوطن ان يفكروا بدافع من وطنيتهم فلم ينظروا الى السيد الصدر على انه زعيم ينتمي لطائفة تختلف عن طائفتهم.انه على العكس من ذلك قريب منهم,ويتفهم ما 
يعانونه.
 وجاء رد السيد اليهم سريعا وكما هو متوقع منه حين اعلن تغريدة في الوقوف مع اهالي هذه المحافظة 
المنكوبة.
  طالب الصدر الحكومة بارسال اشخاص ثقاة الى الموصل والا فانه على استعداد للتدخل وفق ما يريده الموصليون.
  كانت مبادرة الصدر سريعة ووطنية كما قرأها اهالي المدينة.ولا داعي لتكرارها لان الجميع اطلع 
عليها.
  تبقى هناك اشارة اخرى لا اعرف كيف لم يتطرق اليها احد ممن تحدثوا عن قضية انتخاب محافظ جديد للمدينة.المواطنون فقط اعلنوا انهم يريدون بقاء خلية الازمة تعمل لانها قدمت خلال فترة عملها القليلة اشياء ملموسة في حياة الناس.وكان اصرار المتظاهرين قرب مبنى مجلس المحافظة واضحا من حيث دعمهم لرئيس خلية الازمة الدكتور مزاحم الخياط.وما يثير تساؤلي هنا هو كيف تم تجاوز شخصية مثل الدكتور الخياط بهذه السهولة.ومع كل ما جرى من نقد لاداء مجلس المحافظة,واصرار نواب من نينوى في البرلمان على حل مجلس المحافظة الا ان المجلس قام بانتخاب محافظ جديد خلفا للعاكوب.وهنا بدأت الازمة التي سترفع الى القضاء الاداري لحسمها وابطال انتخاب المحافظ الذي جرى يوم الاثنين 
الماضي.
  الموصلي يبحث عن اشخاص يفكرون بمصلحة الجميع دون استثناء.
  انني لا اجد تفسيرا واحدا لهذه الفوضى التي تحدث في الموصل,وكأن القرار الشعبي ليس مهما في معادلة السياسة هذه الايام.المهم ان الموصل تستصرخ الحنانة.