بغداد: دانية حيدر سلمان

بعضها يغازل المرأة، وبعض آخر يحاول جذب انتباه القارئ بكلمات تخرج عن الذوق العام، ملصقات تلفت النظر وتثير الجدل تملأ الزجاج الخلفي لسيارات الأجرة وباصات النقل، تجوب الشوارع دون رقيب. يقول الباحث الاجتماعي الدكتور عبد الواحد مشعل: إن العبارات والرسومات على زجاج السيارات تحمل في طياتها دلالات رمزيّة تعكس الثقافة السائدة لدى الكثير من الناس ومن أسباب نشوء هذه الظاهرة بأنّها تعبر عن آراء وأفكار موجودة في أذهان الناس وهذه الأفكار هي ما يريد الكثير التعبيرعنها بطريقة رمزيّة سواء كانت دينيَّة أو اجتماعيّة اعتبارية أو يريد صاحبها أن يعبر عن رأيه في أي موضوع حيث يجد في هذه المساحة فرصة للتعبير. من جانبها، ترى الباحثة الاجتماعيّة الاستاذ اسـراء نجم، أن العبارات التي تملأ الزجاج الخلفي للسيارات و”مركبات التكتك”، تعكس  شخصيّة السائق والقيمة المجتمعيّة والفكرية التي يحملها، فمنهم من يستخدمها من أجل نشر البسمة أو إضافة حافز للصبرعلى ظروف الحياة الصعبة، ومنهم من يحاول أن يمرر رسالة مبطنة إلى شخص ما وغيرها من النوايا والخواطر. وأوضحت أن بروز هذه الظاهرة يعود إلى التنوع الفكري والانفتاح الحاصل في المجتمع فضلا عن تطور وسائل نقل الأفكار والتعبيرعن خبايا النفس بطرائق مختلفة. لكنها تستدرك بأنّه بمختلف الأحوال تعد مثل هذه التصرفات مرفوضة، لما تشكله من مخاطر مرورية كونها تتسبب بانشغال السائقين الآخرين، إلى جانب ما تمثله بعض هذه العبارات من إساءة للذوق العام واخلال بآداب الطريق، والتجاوز على مساحة الآخرين، داعية أصحاب القرار إلى متابعة هذه الظاهرة ومحاسبة المخالفين. وتؤكد مديرية المرور العامة، أنّ أي نوع من الملصقات على زجاج السيارات يعد مخالفة لقوانين المرور. 

ويوضح مدير العلاقات والإعلام في المرور اللواء زياد طارق : أن قانون المرور رقم (8) لسنة 2019، ينص على معاقبة أصحاب ملصقات الزينة، باعتبارها أولا مخالفة مرورية، وثانيا مخالفة مجتمعيّة تمس الذوق العام في بعض الأحيان، وأكد أن مديرية المرور ومفارزها المنتشرة في بغداد والمحافظات تحاسب دائماً على ملصقات الزينة، وتعاقب المخالفين بغرامات ماليّة قدرها خمسون ألف دينار، مع إزالة الملصقات.