سرور العلي
أسهمت الظروف الملائمة، والبيئة المثالية في خلق عالم فريد للشاب محمد سهيل، الحاصل على بكالوريوس فنون جميلة من محافظة بابل، فبدأ بممارسة الرسم من سن الخمس سنوات، لا سيما أن والده صاحب كاليري عشتار في محافظة بابل، ما جعله يلتقي بالكثير من الفنانين المهمين في الوسط التشكيلي العراقي، وتعلم منهم الكثير، لكن البداية الحقيقية بدخوله عالم الفن في عام 2009، حين أقام معرضه الشخصي الأول في بابل، وعرض به مجموعة من أعماله الزيتية والتخطيط، ونالت إعجاب واستحسان الأساتذة، والنقاد التشكيليين في المحافظة.
وأشار إلى أن طفولته كانت تختلف عن بقية أقرانه، فكان يتابع أعمال الفنانين العالميين مثل بيكاسو، وفان كوخ، وبدأ بمحاولة نقل أعمالهم للتعلم، واكتساب المهارات، وخلال دراسته الثانوية تأثر بالمدرسة الكلاسيكية، والتعلم على أساليبها التقنية، ومن فنانيها المفضلين لديه هم الفنان رامبرانت، الفنان كرفاجيو، الفنان روبنز، وعن طريق عملية نقل الأعمال الفنية العالمية، أصبح يمتلك مهارة واقعية في الفن التشكيلي، كما أن بداياته الأولى كانت مع المدرسة التجريدية، ثم انتقل للمدرسة الانطباعية، وفي الوقت الحالي يعمل في المدرسة الكلاسيكية، ومستمر في تعلم أساليب تقنياتهم، ومعالجاتهم اللونيَّة في اللوحات.
مؤكداً أن التحديات دائماً ما ترافق الفنان التشكيلي في لوحته وخارجها، ومنها هي مشاركته في المعارض مع كبار الفن التشكيلي في العراق، ونجح في هذا التحدي، ففي عام 2010 اشترك بأحد أعماله في المعرض السنوي لجمعية التشكيليين العراقيين في بغداد، وكانت تلك لحظة مهمة في مسيرته الفنية، كون عمله اشترك مع أهم الأسماء الفنية في العراق، وحينها كان عمره 10 سنوات فقط.
وأضاف “مررت بفترات مختلفة من حيث استخدام المفردات في أعمالي، وفي الفترة الأخيرة بدأت بتوظيف الأعمال العالمية المنتجة في القرون السابقة، بقراءة جديدة ومعاصرة، وتحمل رؤية فكرية حديثة، وهي محاولة لتجديد التراث الفني الكلاسيكي، وتقديمه بطرح مختلف، ويحمل رسائل تلامس الواقع الاجتماعي الحالي المعاصر».
ولفت إلى أن الدراسة الاكاديمية مهمة جداً للفنان، لتعلم مهارات الرسم الواقعي من خلال دروس التخطيط، والتشريح والتقنيات، إضافة إلى الدروس النظرية مثل تاريخ الفن، والنقد الفني، وهي إضافة مهمة إلى إمكانية الفنان، لتحقيق البراعة التقنية والمخيلة الإبداعية، كذلك وجود المناخ الفني في الإكاديمية، والاحتكاك مع الأساتذة أصحاب الخبرة في الفن، وكل هذه النقاط تكسب الفنان الكثير من الخبرة في مجال الفن.
أقام سهيل ثلاثة معارض شخصية الأول في بابل عام 2009 على قاعة مردوخ، والمعرض الثاني ببغداد في وزارة الثقافة 2014، ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية، والثالث في بابل على قاعة عشتار 2014، وشارك بالعديد من المعارض والمهرجانات في العراق، وكذلك نال الكثير من الجوائز في المسابقات الفنية، أما على الصعيد العالمي فمثل العراق بمخيم في الأردن/ بنكبر عام 2012، وخلال مشاركته قدم مجموعة من الأعمال الفنية، وعروض الرسم المباشر، وشارك في العديد من المعارض الفنية في مصر/ القاهرة 2015.
ويحاول مع الفنان سلام عمر تقديم أعمالٍ فنية، بطرح ورؤية مختلفة ومعاصرة، تكون خارج عن المألوف بعروض فنية، تحاكي الوضع الاجتماعي والسياسي في العراق.
وأوضح أن “الحركة التشكيلية العراقية من أهم، وأبرز الحركات الفنية في الشرق الأوسط، لأنها تتميز بأصالة و فرادة في النتاج الفني، وتمتلك خصوصية وهوية فنية مختلفة عن كل التجارب في العالم».
وبين سهيل أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بانتشار الأعمال الفنية بشكل أسرع، وأصبح الفنان قريباً من الجمهور، إضافة إلى أنها عززت التواصل بين مختلف الثقافات العالمية، وهذا الأمر يصنع التبادل الثقافي والمعرفي بين جميع فناني العالم، فأصبحت اليوم منصاتهم هي معرض دائم لنتاجاتهم الفنية، ومساحة مهمة لتسويق العمل الفني، لا سيما أن الفنان يحتاج إلى الحاضنة الفنية، سواء كانت حكومية أو أهلية، فكثرة وجود الكاليريات، والأماكن الثقافية، تخلق فرصًا للعرض والتنافس بين الفنانين، وتسهم في نشر ثقافة اقتناء الأعمال الفنية في المجتمع العراقي. ويعمل سهيل على تقديم أعمال فنية تنافس الأعمال العالمية، لرفع اسم العراق في المحافل والمهرجانات الدولية، ويطمح أن تعرض أعماله في المتاحف العالمية، ويتمنى أن تتوفر المزيد من المؤسسات الفنية في العراق، لدعم وصناعة الفنانين، لتمثيل البلد في المحافل الدولية بشكل مشرف.