مساعٍ لرفع نسبة التصويت في الانتخابات
عباس رضا الموسوي
تتجه الأنظار في مختلف المحافظات العراقية إلى ما سيتحقق في يوم الاثنين الثامن عشر من كانون الأول الحالي من حجم مشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، خصوصا أن الدورة السابقة لم تكمل مدتها المقررة نتيجة الضغوط الشعبي الهائل، والذي أدى إلى تعديلات طالت بعض مواد قانون انتخابات مجالس المحافظات، وما رافقته من تجاذبات سياسية بين الكتل السياسية أفضت في نهاية المطاف إلى التصويت على التعديلات، وتحديد موعد للانتخابات، التي يرى البعض أنها ستكون مهمة للتعرف على قناعات المجتمع من خلال اختياراته الانتخابيَّة، التي تسعى مفوضية الانتخابات والجهات المساندة لها أن تجري بشفافية عالية، لتكون مثالا للنهج الديمقراطي الذي ينشده الجميع.
جهوزيَّة تامَّة
إنّ الاستعدادات الكبيرة التي قامت بها مفوضية الانتخابات طيلة الاشهر الماضية وعلى مختلف الأصعدة، أتاحت لها أن تكون على جهوزية تامة للانطلاق بعملية انتخاب مجلس المحافظة، ويقول مدير المفوضية في محافظة الديوانيَّة فارس محمد العطية: إن كوادر مفوضية الانتخابات في محافظة الديوانيَّة باتوا على جهوزية تامة لإجراء انتخابات مجالس المحافظات لسنة 2023، التي ستنطلق في الثامن عشر من كانون الاول الحالي، بمشاركة أكثر من ستمئة الف ناخب يدلون بأصواتهم لاختيار المرشحين الذين يجدون فيهم الأفضلية. مشيرا إلى أن "مفوضية الانتخابات في محافظة الديوانيَّة قامت طيلة الأشهر الماضية بالعديد من الانشطة والفعاليات المتعلقة بالانتخابات، منها القيام بجولات ميدانية لتوزيع البطاقة البايومترية في مركز واقضية ونواحي وقرى المحافظة، وإقامة بطولة لخماسي كرة القدم بالتعاون مع الفرق الشعبية، لحث هذه الفئة على المشاركة في الانتخابات، وعقد العديد من الندوات والدورات وورش العمل، آخرها اجتماع منسقي مراكز الاقتراع للتصويت الخاص الذي كشف عن جهوزية مكتب الديوانيَّة الانتخابي". مؤكدا "رفع مستوى التنسيق مع الجهات المعنية لغرض الحفاظ على سلامة الناخبين، وتحقيق انسيابية في العملية الانتخابيَّة". مشيدا بـ"جهود الدوائر الحكومية والمؤسسات وجميع الجهات، التي تسعى لانجاح العملية
الانتخابيَّة".
المرأة حاضرة في الترشح
إن لمشاركة المرأة في الحياة السياسية أهمية كبيرة، خصوصًا أنها سجلت في صفحات تاريخ العراق المعاصر العديد من الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولعبت الكثير من الأدوار، وشاركت في حل العديد من القضايا، لذلك لا غرابة أن ترشح في محافظة الديوانيَّة 74 امرأة من أصل 260 مرشحا، وهي نسبة ترشح جيدة تحسب للمرأة في محافظة الديوانيَّة المعروفة بطابعها العشائري، ويقول مدير إعلام المفوضية في محافظة الديوانيَّة سمير جابر: إن عدد المرشحات لخوض انتخابات مجلس المحافظة لسنة 2023 بلغ 74 مرشحة من أصل 260 مرشحا يتنافسون على 14 مقعدا. موضحا، أن "عدد الناخبين يزيد على 600 ألف ناخب موزعين بين 295 مركزا انتخابيا للتصويت العام، و14 مركزا انتخابيا للتصويت الخاص، جميعها جهزت بالمستوى المطلوب، لغرض تسهيل عملية الاقتراع امام الناخبين". واضاف مدير الإعلام: إن المفوضية في محافظة الديوانيَّة عقدت العديد من الانشطة والفعاليات، التي تحث الناخبين على أهمية المشاركة، وأقامت ورشًا متنوعة تهدف إلى تعزيز الوعي الانتخابي، وأخرى تعنى بالتدريب وغيرها من أنشطة
متنوعة.
حملات شبابيَّة للتوعية
ولكون شريحة الشباب لها حضورها الكبير في مثل هذه المناسبات الوطنية، التي تحدد مستقبل المحافظات العراقية، وتعزز من دور التجربة الديمقراطية، فقد راح العديد من الشباب يروّجون للانتخابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، ومن خلال اللقاءات العفوية، ويقول عادل اللامي: إن انتخابات مجالس المحافظات لسنة 2023 هي تجربة مهمة، لكونها أتت بعد إسقاط التشكيلة السابقة، لذلك أنا مهتم جدا للتصويت لمن يمثلني في مجلس محافظة الديوانيَّة، ولهذا السبب أجريت مع أقراني متابعة دقيقة لسير المرشحين والمرشحات، واطلعنا عن كثب على برامجهم الانتخابيَّة، وأكثرنا من السؤال عنهم، لأننا نريد اختيار الأفضل. مشيرا إلى "ضرورة أن يشارك الجميع في الانتخابات القادمة لأنها تجربة ديموقراطية تستحق المشاركة مع احترامنا للذين لديهم أسبابهم للمقاطعة"، متمنيا أن "يتم الاختيار وفق الكفاءة والنزاهة والمثابرة، بعيدا عن المحسوبية، التي شلت حركة التقدم في العراق، وزادت من رقعة الفساد، واضعفت الخدمات".
دورٌ إعلاميٌّ داعم
وبشأن الدور الاعلامي الذي يسجل حضوره المميز في هذه المناسبات الوطنية، كونه الداعم للديموقراطية، التي تجسدها صناديق الاقتراع، يقول مدير المركز الاعلامي في محافظة الديوانيَّة عيسى الكعبي: إن الإعلام العراقي واكب الأحداث السياسية، التي رافقت انتخابات مجالس المحافظات لسنة 2023، وناقش مع المختصين جميع المراحل التي سبقت يوم الاقتراع، خصوصا التعديلات التي جرت على قانون الانتخابات، والتنافس بين المرشحين وردود فعل المواطنين وغيرها من خطوات شهدتها الفترة الماضية، موضحا أن "مساندة الإعلام لمفوضية الانتخابات لإنجاح العملية الانتخابيَّة ضرورة لا بد من تحقيقها، خصوصا أن دعم الإجراءات الديموقراطية يقع ضمن واجبات الصحافة الوطنية والدولية، لذلك وجدنا اهتماما اعلاميا واسعا في محافظة الديوانيَّة، وأخص بالذكر الإذاعات المحلية، التي أعطت مساحة كبيرة لتغطية جهود المفوضية، ومنحت المرشحين من التعريف بأنفسهم، واشركت الناخبين، ليكشفوا عن تساؤلاتهم، بعيدا عن الانحياز لهذا المرشح أو تلك الكتلة.
التصويت للمرة الأولى
إن خوض التجربة للمرة الأولى وفي جميع المجالات له وقعته على نفس الانسان، لذلك فإن العديد من الناخبين الذين لم يشتركوا في الانتخابات السابقة بسبب صغر سنهم، تجدهم أكثر اهتماما من غيرهم، لأن هذا الصوت البكر إن أعطوه للمرة الأولى لمن يستحق بعيداً عن التأثيرات الجانبية فإنهم سيعتادون على اختيار الأفضل.
ويقول علي عباس: كون عمري 19 سنة فإن هذه أول مرة أمنح بها حق التصويت في انتخابات مجالس المحافظات لسنة 2023، وهذا الامر جعلني اختار مرشحي، الذي أراه الأفضل في مجال التمثيل داخل المجلس، بعيدا عن اختيارات أفراد أسرتي أو أقاربي، الذين اعتادوا على إعطاء أصواتهم دون دراسة برنامج انتخابي للمرشح. مشيرا إلى أنه "مع بعض الأصدقاء الشباب قاموا بزيارات لمكاتب المرشحين، وناقشوهم بشكلٍ وافٍ قبل أن يتخذوا قرارهم بشأن المرشح المناسب لهم"، متمنيا أن "تكون تشكيلة مجلس محافظة الديوانيَّة لهذه الدورة أفضل من الدورات السابقة، التي اتسمت بالإهمال والفساد والضعف الإداري، ما جعلها تسقط تحت هتافات الجماهير، التي جزعت من سياساتهم الفاشلة".
أسباب ترددي
إن لكلِّ عملية انتخابية في العالم هناك من يتردد في اتخاذ القرار النهائي لأسباب عدة، منها عدم توفر القناعة الراسخة لديه في أن هذه العملية الانتخابيَّة تستحق المشاركة، لكونها تتسم بالنزاهة والشفافية، أو أن هذا المتردد لا يجد بين المرشحين الشخصية التي يثق بقدراتها وعفّتها وحرصها على بلده ومستقبله، وغيرها من أسباب تجعل هذا الناخب في تردد، يقول مازن محسن: رغم مشاركاتي الكثيرة في الانتخابات البرلمانيَّة ومجالس المحافظات خلال السنوات السابقة، إلا أنني هذه المرة لم أحسم الأمر بعد، وربما يكون القرار في ساعات التصويت أو سأمتنع عن الانتخابات مع أفراد اسرتي. مشيرا إلى أن "السبب يعود لفشلهم في كل مرة باختيار المرشح، الذي يصدق بتطبيق برنامجه الانتخابي بعد إعلان فوزه، الأمر الذي جعله يتردد هذه المرة، بما أن العديد من المرشحين لديهم سجلهم النظيف".