«طفرة» تقنيات التعرف على الوجه تثيرُ قلقَ البريطانيين

علوم وتكنلوجيا 2024/01/09
...

 لندن: أ ف ب

    

تعتزمُ الحكومة البريطانيَّة التوسّع في اعتماد تقنيَّة التعرّف على الوجه ونشرها في المملكة المتحدة، نظراً إلى كونها أثبتت فاعليتها، لكنّ هذا التوجّه يثير المخاوف، ويجعل بعض الجهات تتهم السلطات بالانزلاق نحو فرض مراقبة جماعيَّة.

وُضعت كاميرا اختباريَّة في أحد أيام كانون الأول قرب محطة كرويدون، في جنوب لندن، مكّنت بفضل الذكاء الاصطناعي من القبض على عشرة مشتبه بهم، خصوصاً في حالات تهديد بالقتل، أو احتيال مصرفي، أو سرقة، أو حيازة قوس ونشاب.

وقد استُخدمت تقنيَّة التعرف على الوجه بشكل خاص خلال سباق الجائزة الكبرى البريطاني للفورمولا 1 أو تتويج تشارلز الثالث في أيار، وتُعدُّ هذه التقنيَّة «أولويَّة قصوى»، وفق ما أعلن وزير الدولة للشرطة كريس فيلب في تشرين الأول، مسلطاً الضوء على «الإمكانات العاليَّة» لهذه التكنولوجيا. 

وأضاف أن انتشارها «أدى إلى توقيفات كانت قد تبدو مستحيلة من دون هذه التقنيَّة، ولم تكن هناك أي إنذارات كاذبة».

وقد أثارت هذه الرغبة فضيحة لدى بعض النواب من جميع الجهات، إذ طالب هؤلاء الجهة المنظمة للقطاع اتخاذ تدابير لمنع إساءة الاستخدام.

وكتبوا في رسالة «يتضمن التعرف على الوجه معالجة جماعيَّة للبيانات البيومتريَّة الحساسة من أعداد هائلة من الأشخاص، غالباً من دون علمهم»، معتبرين أن ذلك «خطر جسيم على حقوق أفراد العامة».

ويقول هؤلاء النواب إنَّ نتائج كاذبة أدت إلى أكثر من 65 تدخلاً للشرطة من دون وجه حق، بما في ذلك اعتقال تلميذ يبلغ 14 عاماً يرتدي الزي العسكري. 

وبعد أن أحاطت به الشرطة، تم أخذ بصمات أصابعه قبل إطلاق سراحه. 

وسلط البرلمانيون الضوء أيضاً على المخاطر المرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا في الأماكن الخاصة، قائلين إنه يمكن لذلك أن يثني البعض عن القيام بمشتريات أساسيَّة، مثل الطعام، أو حتى قد يعرّض لتدخلات تطفليَّة أو مواجهات مع رجال الأمن.

وفي العام الماضي، دافع مالك سلسلة متاجر «سبورتس دايركت» Sports Direct عن استخدام تقنيَّة التعرف على الوجه، قائلاً إنها أدت إلى انخفاض معدلات السرقة والعنف ضد الموظفين.

ومن جانب المدافعين عن الحقوق المدنيَّة، يرى مارك جونسون من منظمة “بيغ براذر ووتش” Big Brother Watch أن التعرف على الوجه “أداة أورويليَّة (مستوحاة من عالم روايات جورج أورويل) للمراقبة الجماعيَّة التي تحولنا جميعاً إلى بطاقات هويَّة متحركة”. 

ويقول المعارضون إن هذه التقنيَّة تترك الكثير من السلطة بلا أي رادع في أيدي الشرطة، التي منحها القانون أخيراً صلاحيات متزايدة لإجراء اعتقالات أثناء الاحتجاجات.

وتتركز المخاوف بشكلٍ خاصٍ على غياب الرقابة على الطريقة التي تُعدّ بها الشرطة قوائم المراقبة الخاصة بها، والتي تضمّ، بحسب منتقدي تقنيَّة التعرف على وجوه المتظاهرين، أشخاصاً يعانون من مشكلات نفسيَّة، من دون أن يُشتبه في ارتكابهم أدنى مخالفة.

وتتطلب هذه الأدوات “إشرافا قانونيا وفنيا لاستخدامها بطريقة مسؤولة وأخلاقيَّة”، وفق ما تقول ناشطة طلبت عدم الكشف عن هويتها. 

وتضيف “أنا قلقة من أنَّ الشرطة لا تملك الموارد والقدرة على القيام بذلك الآن”.