سرور العلي
يمتلك حيدر الجبوري مواهب عدة، كالرسم، والنحت بالطين الصناعي، وصناعة المجسمات منذ سن مبكرة، حين كان في سن الثانية عشرة، فبرع بمحاكاة الأشياء من حوله، كالأثاث المنزلي، والآلات الموسيقية بأدوات بسيطة، وما متوفر له في بيئته، ومع مرور السنوات تمكن من تطوير مهاراته، مشيراً إلى أن الهدف من عمله هو نقل عالم مصغر، يحاكي الواقع، والمجالات الفنية التي شغف بها، ومنها السينما، والمسرح، والموسيقى.
مؤكداً أن أسرته تقوم بدعمه وتشجيعه على الاستمرار بإبداعاته، كونه مميزاً، كما أن هناك بعض التحديات التي واجهته، ومنها صعوبة الحصول على المواد الأولية الخاصة بعمله المصغرات والديوراما، إضافة إلى آراء بعض الأشخاص المحبطين الذين يعتبرون عمله للتسلية، وليس له قيمة فنية، لكن بإصراره تغلب على تلك المصاعب.
ويستغرق العمل الواحد منه بحسب نوعه وحجمه وتفاصيله، أحياناً أسبوعا أو أشهرا، والأدوات والمواد التي يستخدمها في صناعة المجسمات كثيرة، ومنها أدوات النحت، والفرطونة وتستخدم للنقوش، وألوان الأكريلك والزيتية والمائية، ومواد أخرى كالخشب، والفوم، والطين الصناعي، والبلاستيك، والجبس.
ولفت إلى أن لديه هوايات أخرى، ومنها الإطلاع الدائم على السينما، وتجسيدها في مصغرات، وجمع الأنتيكات وأجهزة الصوت، والرسم بأنواعه، والتصوير الفوتوغرافي، كونه أساسيًّا في صناعة الديوراما، كذلك استخدامه ألوانًا عدة للترخيم والصدأ والتعتيق، وجعلها مشابهة للخشب والحديد والطابوق والحجر، إلى جانب الرسم بشريط الكاسيت القديم.
ويطمح إلى افتتاح معرض خاص به، يقدم من خلاله أعماله وتطويرها، خاصة أن صناع السينما العراقية يمكنهم استخدام الديوراما في صناعة الأفلام، وتصويرها كخدعة سينمائية تبين للمشاهد كأنها واقعية، وليس عملا ديوراميا مصغرا، وبذلك ستوفر لهم جهد الوقت، والخسائر المادية، مثلاً تجسيد مشاهد سيارات محترقة أو بنايات محطمة بالمصغرات وغيرها، كما يسعى إلى عرض أعماله في المعارض الفنية والمهرجانات، وأن تصل لجميع أنحاء العراق.
ويستوحي الجبوري معظم أعماله من مشاهد لأفلام سينمائية عالمية، من نوع الأكشن أو الرعب، أو الجريمة والغموض، والمواقع الأثرية، ويرى أن منصات التواصل الاجتماعي لها دور مهم وفعال اليوم، إذ تسهم بانتشار أعمال المبدعين الشباب، وتشجيعهم على الاستمرار بإنجازاتهم، وتطوير قدراتهم، وإيصالها لأكبر عدد من المهتمين.
وختم حديثه بالقول:
«أتمنى أن يقدم الدعم والاهتمام لي، ولبقية الشباب الطموحين، وفتح لنا مجال في السينما العراقية وتطويرها، وإدخال لها فن الديوراما في تصوير الأفلام، كون السينما اندثرت اليوم، بسبب الإهمال ولا توجد لدينا أفلام سينمائية بالوقت الحالي.