سرور العلي
تعد مناسبة عيد الحب فرصة ثمينة، يمكننا استثمارها لزرع بذور الحب والالفة بداخل أبنائنا لاسيما المراهقين منهم، بهذه الكلمات عبرت لمياء صباح (أم لثلاثة أبناء)، عن أهمية هذا اليوم مضيفة: يمكن ان نغرس لديهم الاحساس بالعطاء ونبذ الحقد والكراهية، والتعبير عن مشاعرهم بكل صدق وامانة ازاء الآخرين من حولهم. ولفتت إلى أنها تحرص في تلك المناسبة على تقديم الهدايا بين أفراد الأسرة، فهي خطوة لتقوية أواصر العلاقات، وتعزيزها بالفرح والسعادة، واحترام وتقدير اهتمامات كل شخص، وتجديد الدفء والحب بين اركان البيت وذلك لما له من اثر في زيادة تماسكها.
العلاقات العاطفية
ويرى الطالب الجامعي فراس الساعدي أن في تلك المناسبة يمكن للأسرة القيام بالعديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية لأبنائهم المراهقين، مثل حضور احدى المباريات أو حفلة موسيقية أو مشاهدة فيلم في قاعات السينما، وأن ذلك سيشجعهم على الحب الدائم، إضافة إلى انه يمكن للأبناء تقديم الهدايا للوالدين حتى لو كانت متواضعة وليس ضروريا ان تكون لها قيمة مادية عالية ليكون الحب متبادلاً.
تقول ضحى كريم (طالبة ثانوية)،:»ينبغي أن لا نحصر الحب بالعلاقات العاطفية وبوجود شخصين يتبادلان الحب فقط بل علينا حب انفسنا والآخرين، وتقديم الخير والتقدير من دون تزييف ونفاق، لذا فقد اعتدت في هذه المناسبة على تبادل الهدايا مع صديقاتي، والتجمع في بيت أحداهن، لتناول الحلوى التي نقوم بصنعها، والتقاط الصور التذكارية معاً»، حيث نخلق يوما مختلفا عن بقية الايام خلال السنة، وبذلك نعمق صلتنا ببعضنا سعيا لكي نبقى رفيقات مدى العمر.
مكافأة معنوية
أما عذراء رحيم موظفة و (أم لأربعة أبناء)، أشارت إلى أن مجتمعنا اعتاد على أن يكون هذا اليوم مخصصاً لشخص مميز لدينا لتبادل الحب معه، الإ أننا من الأفضل أن نتعلم ان نحب ذاتنا اولا، ومنحها الرعاية والاهتمام والدعم، فنحن أيضاً بحاجة لتلك المشاعر، للحد من الكآبة والضغط النفسي، ولتحسين الصحة النفسية والعقلية، لذلك اهتم بنفسي واحرص على ان اسعدها بمكافاة معنوية الى جانب تقديم الهدايا لأبنائي وشريك حياتي، لا سيما أنهم ما زالوا في سن المراهقة، فهم بحاجة إلى الحب لينموا بشكل سوي، وتعليمهم حب انفسهم ومن حولهم، واكتشاف ذاتهم واهتماماتهم، وتعليمهم كيفية اسعاد الآخرين، والتواصل معهم، لذا من الضروري أن يظهر الآباء والأمهات مشاعر الحب لأبنائهم بشكل مستمر حتى يعتادوا العيش في ظل تلك الاجواء المفعمة بكل ماهو جميل
ومفيد.
وأضافت «من الهدايا التي يمكننا تقديمها هي الثياب والاكسسوارات والمجوهرات، والحقائب والأحذية، وطلاء الأظافر، أوالسلاسل وبطاقات الهدايا، وسلسلة من الافلام المفضلة، وطقم العناية بالبشرة، ومجموعة من منتجات الشعر، أوساعة ذكية، أومعدات رياضية، والعطور، والروايات وهذه بالنسبة للفتيات، أما الفتيان فهناك الكثير من الهدايا لهم، ومنها ألعاب الفيديو وكرة القدم والثياب الرياضية، والسماعات لاسلكية، والكتب المفيدة لهم، أو طباعة صورهم وغيرها، فهي تعد أحدى الوسائل المهمة، لتشجيعهم على العطاء وحب الآخر».
الكلمات الايجابية
د.مروج مظهر عباس، اخصائية اجتماعية أوضحت: «يحتفل العالم بعيد الحب والعاطفة في 14 فبراير، إذ يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض، عن طريق إرسال الرسائل او البطاقات او الزهور وغيرها، وعليه فينبغي أن لا تقتصر مراسيم هذا العيد على العلاقة بين شخصين أو على يوم واحد في السنة، بل لنجعل من عيد الحب يوماً لكل الأسرة، وذلك من خلال التعبير لهم عن الحب وسط الانشغال بتسارع إيقاع الحياة ،لأن الأسرة التي تبنى على الحب فهي حتما تصبح متماسكة.
لذا لا يمكن إغفال مدى تأثير الكلمات الإيجابية، ومصطلحات التشجيع والدعم للأبناء المراهقين، ومعرفة ما يدور في خلجات انفسهم من تمنيات، لمساعدتهم في تحقيقها، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الوالدين، لزرع المحبة والسلام الداخلي في أبنائهم، كونه التزاماً عاطفياً لحب الأهل والأصدقاء، والجيران والوطن، والأبناء المراهقين بحاجة إلى أنماط الحب كافة، لأنه ضروري للنفس البشرية، والحرمان منه يؤدي إلى الشعور بالألم النفسي والجسدي، كما انه حجر الأساس الذي تبنى عليه شخصية الفرد والمحفز للارتباط الرومانسي، ولارتباط الأبناء بآبائهم والعكس صحيح».