رياضتنا في أسطر

الرياضة 2024/02/25
...

كاظم الطائي

تعيش رياضتنا اليوم بأجواء من الجدل العقيم والترقب لأنشطة مقبلة ومنافسات بمختلف الألعاب، وحوار بيزنطي انتقلت مدياته لمقاعد المتفرجين والساحات وأماكن العمل والاستراحة، ولا يخلو من تجاذبات يرفع كل طرف فيها رايات وجهة نظره في ظل تداعيات وملفات وإشكالات وسوء فهم لحالات ألقت بظلالها على المشهد الرياضي محليا ودوليا .
انقسامات الكرة وخلافات أطرافها حول نتيجة أو قرار أو تصرف لا تنتهي، وما زال طعم الحنظل عالقا في الألسن والشفاه مما حصل في ملاعب الدوحة في بطولة الأمم الآسيوية وخروج منتخبنا الوطني من المنافسات بقرارات ظالمة من الحكم الإيراني الأصل الأسترالي الجنسية، الذي كرمه الاتحاد الآسيوي ولجنة حكامه باختياره بين حكام النخبة في القارة الصفراء لتولي مهمات تحكيمية في المونديال المقبل، إلى جانب 15 حكما آسيويا سيتم اختزالهم لاحقا .
لن يغفل الشارع الرياضي والأوساط العاشقة للكرة، الذكرى المؤلمة التي تركها علي رضا في نفوس الجميع، وله مع فرقنا تاريخ أسود في كل مرة يضيف له وصمة حقد وعدوانية .
أجواء تلك المباراة مع المنتخب الأردني وما حصل من أكشن في لحظاتها القاتلة، يبقى مخزونا في الذاكرة، ونأمل أن يضع المعنيون باتحاد الكرة والملاك الفني والإداري  لمنتخبنا المنهاج الخاص باستعداد أمثل لتصفيات المونديال المقبل، ويتضمن أولا التهيئة النفسية لمواصلة اللعب بروحية أعلى، والاستفادة من دروس المراحل السابقة عبر محاضرات وندوات بعلم النفس وفن الإدارة، وقانون اللعبة وآخر تعديلاته، وعرض بشرح مفصل من قبل المدير الفني والملاك المساعد وأهل الاختصاص للمباريات السابقة وأهم أخطاء اللاعبين وكيفية تجاوزها، وملاحظات فنية وإدارية عن العمل المقبل، لتزيد من ثقافة لاعبينا وتضعهم أمام مسؤوليات كبيرة عليهم تنفيذها ومغادرة ما يثلم الخطط والبرامج المقبلة.
الاهتمام الزائد بطريقة الاحتفال، والاتفاق المسبق على كيفية الاحتفاء بتسجيل هدف في المباريات الدولية، سببا لنا متاعب جمة وانتكاسات، نذكر منها ما حصل في إحدى بطولات الخليج بخسارتنا أمام الفريق السعودي بنتيجة هدف وخروجنا من الدور الأول، وكان من بين الأسباب التي أطلقها مدرب المنتخب في حينها الكابتن أكرم أحمد سلمان، أن اللاعبين انشغلوا بالطرق والوسائل والحركات التي سيعملونها بعد كل هدف في تلك المباراة، أكثر من التركيز على طريقة اللعب والخطة، وللأسف لم يسجلوا أيا من الأهداف، وغادر منتخبنا من المولد بلا حمص وذهبت سيناريوهات تسجيل الأهداف في غياهب المجهول.  وازداد الطين بلة باحتفال دفعت فيه الكرة العراقية وتاريخها كما هائلا من الحسرات والندم وأوجاع الحياة، بمنسف أردني غالي الثمن دفع فاتورته ملايين المشجعين في كل مكان.
دوخة راس الكرة لم تتوقف وفرضت تداولها في ملاعبنا، بين أحقية الزوراء بركلة جزاء أمام الجوية، أو صحة قرار حكم المباراة مهند قاسم في دوري نجوم العراق وعناد مشرف فريق القاسم بعدم مواصلة فريقه اللعب مع الصقور، إثر قرار احتساب ركلة جزاء للمهاجم أيمن حسين أكدتها تقنية الفار، لم يقتنع البعض بصحته وتوقف اللقاء وأطلق الحكم صافرة النهاية بخسارة الضيف، وانتظار قرارات اتحاد الكرة بهذا الشأن، في واحد من المشاهد التي تخدش الصورة وتربك مسار الدوري وتقلل من قيمته الاعتبارية بين مسابقات خارجية.. أليس كذلك؟.