بين نهرين

ثقافة 2019/05/25
...

  حميد المختار 
 

منذ البداية اثارت انتباهي وصرت اترقبها واتابعها واقرأها بشغف، تذكرني هذه الجريدة بصحف ثقافية عربية رصينة منتشرة في مصر وغيرها ، اجد فيها ضالتي دائماً واغور في نصوصها المترجمة وغير المترجمة ، كيف لا ومسؤولها الاول ورئيس تحريرها هو الشاعر العراقي الكبير شوقي عبد الامير، ولهذا الشاعر سجل حافل من النشاطات في فرنسا وبيروت وبعض العواصم العربية ، رجل عاش الحداثة وما بعدها بكل جوارحه وكتب قصيدة النثر باخلاص نادر وله صولات وجولات مع اسماء شعرية عربية رسخت اسمه واعطت لشعره مكانة عربية وعالمية، وهو اليوم يشرف على هذه 
الجريدة المتحولة في صيرورة متواصلة من الحسن الى الاحسن حتى صارت (ماغازين) الثقافة العراقية والعربية، هذه الجريدة الثقافية الاولى التي قدمت مائدة تحمل خطاباً جديداً متنوعاً بين الفكر والابداع والفلسفة والعرض والنص السردي والشعري الذي يحمل طابع الحداثة والتجاوز لانماطه السالفة ، الان في تحولها الى ( ماكازين ) انما هي صورة متفردة في تقديم الثقافة لاكمجلة مثل الاقلام او الكرمل او غيرها وانما هي مجلة بثوب آخر لايوجد له مرادف في اللغة العربية 
(ماغازين)  شكل تطلبه الضرورة الثقافية في وضعنا الراهن وهي مقسمة في داخلها الى جنوب جنوب / شمال شمال ، وهو كما يقول رئيس تحريرها: الانفتاح على ثقافات جنوب الكرة الارضية، لان الجنوب ظل اسماً لكل دول العالم الثالث وهو توجه ذكي في الخطاب الجديد الى هذه العلاقات الثقافية بين دول الجنوب مثل الفارسية والهندية والصينية والتركية والافغانية والافريقية ، وهي لعمري ثقافات مهمة جداً لاننا لم نستطع الالمام بكل ما فيها من كنوز وثراء لغوي وابداعي وانساني، 
هذه المجلة لن تتوقف مثلاً عن الادب في الغرب، لان التوازن مطلوب هنا ولهذا سعت هذه المدونة الثقافية المهمة الى كل ثقافات الارض جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً هكذا فهمت مرادها وغايتها الكبرى لتحقيق الخطوة المهمة في عالم الصحافة الثقافية ليس في العراق حسب وانما في الوطن العربي وهي وان سبقتها بعض الجرائد الثقافية العربية لكنها حققت خطوتها المضافة حين حولت مادتها الى شكل (الماغازين) الحداثي الذي سيكون وحدة متكاملة لتقديم ثقافة عريقة بطرق رصينة قادرة على اخفاء نوع جديد من الاهتمام الصحفي في مادة الثقافة التي ماعادت تثير انتباه القراء ولا سيما الشباب لهذا اجد ان شكلها الجديد اليوم سيكون حافزاً مغرياً للقراء في فهم الواقع الثقافي الجديد..