صدرت حديثا الطبعة الأولى من المجموعة الشعرية “ رحيل الملائكة” للشاعر هادي الحسني، وتضمن الكتاب اثنين وثلاثين قصيدة، ومن عناوينها: “ الجريمة، المقهى، بغداد، خريف، رحيل الملائكة، علي الصغير، جان دمو، سياب آخر، مرثية الى الطائر الفرنسي”.
يستهل الشاعر مجموعته بقصيدة بدون نقاط يقول فيها: الاعمى/ أحدهم حمل الروح / حمل الاطلس/ وصور المدى دولا ومعارك/ رسم الدرع له / صاح الاعمى/ طار العمر/ وصار رمادا.
وفي مقطع من قصيدة “التماثيل” : ليبق الصوت منبعثا/ من أجراس الرذيلة/ يرسم شلل النوافذ/ لتدخل عصافيرنا الرمادية/ غرف النسيان/ وتسعف الذاكرة/ ذاكرة اللغة العجوز/ الريح.. طير / ذبح أسفل الجبل / وتوج الماء ملكا على الألوان/الريح ذبحت قربانا للأشجار المورقة من دمي / حينها انتحرت المعادن في الأرض / حلقت بين غيم الرذيلة طائرا /حمل سر التكوين/ بين جناحيه. ومن قصيدة “ حلم” نجتزأ: على قارعة الطريق/ اجلس وحدي/ مستسلما لآلام تنقلها نشرات الاخبار/ يمر النهار مثل ذئب نال من فريسته وهرب/في الليل احمل حقائبي/ على جناحي طائر/ يجوب بي بحر الشمال / وارى النوارس تلوح لنا من بعيد /وهي تحتضن الموج /السفن المارقة وسط البحر/ كأنها مدن ناجية من الموت/ مدن تشتعل اضوائها بين الفنارات / وتضيئ طريق العشق/ ويبدو الطائر منتشيا.
يذكر ان هادي الحسني من مواليد بغداد، هاجر خارج العراق في العام 1994 الى الأردن ومن ثم الى النرويج، وله العديد من الإصدارات منها “ كتاب فتوحات البياتي، ضباب الاضرحة، رجل من قصب، الحياة في الحامية
الرومانية”.
وفي كلمة غلاف الكتاب الأخير للجنة التأليف والنشر “ دأبت الشؤون العامة الثقافية على مواكبة الابداع العراقي وتوثيقه بالصياغة التي تكفل حضورا معرفيا للجميع، عبر قنوات هذه الدار وممكناتها، اذ تقدم اليوم متون الاعمال الإبداعية من خلال سلسلتها - شعر- فأنها تسعى الى تعزيز الصلة الثقافية بين البنية المعرفية ومبناها العام على نحو مائز”. جاء الكتاب في (104) صفحة من القطع
المتوسط.