عباس رضا الموسوي
تعد محافظة الديوانية واحدة من اهم المحافظات، التي تحتوي على العشرات من المراقد والمقامات الدينية ذات المكانة المرموقة في التاريخ الإسلامي، منها تعود لأنبياء مثل النبي مدين والنبي شعيب والنبي ايوب وأخرى لأولياء مثل الامام أبي الفضل بن الكاظم والحمزة الشرقي والعريس، والفضل بن العباس وغيرهم الكثير من الشخصيات الدينية، التي ذكرت في القران الكريم، او السيرة النبوية او روايات ال بيت النبوة والمؤرخين، غير أن هذه المراقد والمقامات الدينية العريقة تاريخيا ودينيا بقى وجودها مختصرا على المناسبات الدينية التقليدية، ولم يرتقِ بها الى مصاف السياحة التي ترفد الاقتصاد وتزيد من الشهرة، باستثناء الحضور اللافت للمسلمين في شهر رمضان، وباقي الأشهر التي تشهد مناسبات دينية.
بحاجة إلى توسعة
يفترض أن يحظى المرقد الديني بالتوسعة لغرض أن يحتوى الأعداد الكبيرة من السياح في حال وجود النية، لجعله أحد روافد السياحة الدينية، حيث ان ضيق المكان يولد الزخم الذي لا ينسجم مع رغبة الزائرين، الذين يبحثون عن السياحة الدينية، ويقول الشيخ عبد الحميد الخاقاني: إن إجراء عملية التوسعة وإضافة بعض الحجرات والقاعات والمكتبات الدينية، ضرورة لمن يسعى لتطوير السياحة الدينية، مشيرا الى الأثر السلبي الذي تخلفه مشكلة ضيق الاماكن في بعض المراقد والمقامات الدينية، خصوصا في المناسبات الدينية التي تتسم بزيادة أعداد الزوار، مما يخلق ازدحاما كبيرا يكون ضحيته المرضى والضعفاء جسديا والنساء والأطفال، مؤكدا ضرورة تأهيل المراقد والمقامات في الديوانية وغيرها من المحافظات، لتطوير السياحة الدينية التي ترفد اقتصاد البلد، وترفع من مستوى معيشة المواطنين، وتوفر مناخات سياحية ملائمة لمن ينشدون السياحة الدينية، والتي أخذت تنحصر في العراق على بعض المراقد الدينية، ومن الافضل أن نرتقي بالمراقد الأخرى، كونها رافدا جديدا يكمل السياحة الدينية التي نشهدها في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وبغداد وسامراء.
ضرورة الترويج الاعلامي
إن الترويج الاعلامي يعدُّ من ركائز نجاح السياحة الدينية في اي بلد او مدينة، حيث يتطلب التعريف بالمكان وتاريخه واهميته وعمر البناء وابرز مراحل تطوره وغيرها من تفاصيل يحتاجها السائح او الزائر، ويقول الاعلامي سيروان صابر: إن السياحة الدينية في العراق تعتبر من اهم العوامل التي تعكس ثقافة البلد ودوره الديني، لذا لا بد من الترويج الاعلامي لهذه السياحة عبر برامج مختصة في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، خصوصا أن السائح أو الزائر يهتم في الجانب الإعلامي، وكثيرا ما يتعرف على الامكنة السياحية عبر وسائل الاعلام المختلفة قبل ان يزورها، مشيرا الى ضرورة الترويج ايضا الى الواقع الامني المستقر لهذه الأمكنة، كون الاستقرار الامن إهم ركائز النجاح والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، حيث ان ارتفاع نسبة الأمان تزيد من عدد الزوار والسياح، وتعطي فرصة اكبر لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية.
المراقد في رمضان
من المعروف أن السياحة الدينية تنشط بشكل كبير في المناسبات الدينية، حيث يكون الاقتراب من الله سبحانه وتعالى في افضل أحواله خلال هذه المناسبات، خصوصا في شهر رمضان المبارك الذي يشهد ترددا كبيرا للمصلين والراغبين بأداء الطقوس الدينية، وتقول الحاجة بشرى خضير: انها شغوفة في زيارة العتبات المقدسة خصوصا في اشهر محرم الحرام، ورمضان الفضيل وشعبان وغيرها من مناسبات دينية مختلفة دأبت على القيام بطقوسها، منذ كان طفلة صغيرة تمسك بأذيال عباءة أمها، مشيرة الى أن التردد على المراقد والمقامات الدينية يتيح لها الشعور بالراحة والسكينة والطمأنينة، ويخفف عنها اثقال الحياة وهمومها اليومية، خصوصا عندما تكون اهداف الزيارة خالصة لله سبحانه وتعالى، داعية الجهات ذات العلاقة الى الاهتمام اكثر بالمراقد المقدسة، كونها معالم تاريخية وحواضن دينية ومنابر ثقافية، تعكس تاريخ العراق وحضارته ووعي شعبه على مر العصور.
الحملات الجماعيَّة
ما منا لا يعرف (الحملدار) هذا الرجل الذي يتمتع بقدرة على تحمل امزجة الزوار خاصة كبار السن، وهو ينتقل بهم من مدينة الى اخرى لحظوا بزيارة العدد الاكثر من المراقد والمقامات الدينية، ويقول رعد الشامي: لقد مضت سنوات طويلة وانا امارس مهنة (الحملدار) التي تحتاج الى قدرة نفسية عالية لتحمل مشقة الطريق وطلبات الزوار ومرارة انتظار الزوار الذين ينسون اوقات العودة الى الفندق او الباص وغيرها من مشكلات مرهقة، مشيرا الى وجود فوائد كثيرة في الزيارات الجماعية، منها التعرف على الاشخاص والاسر، وكسب الاجر والثواب، ومساعدة كبار السن على اداء الزيارة والترفيه النفسي، والتعرف على التفاصيل التاريخية للمراقد والمقامات الدينية، وغيرها من فوائد مهمة للإنسان، ولفت الشامي الى وجود العديد من المراقد والمقامات الدينية في العراق والديوانية على وجه الخصوص، وأنها ما زالت تستقبل الحملات الجماعية بشكل كبير.
