علي الخفاجي
لعل ما يشغل الشارع الرياضي العراقي في السنوات الأخيرة وبالتحديد عشاق كرة القدم، هو كيفية تطوير المنظومة الكروية العراقية وجعلها في مصاف الدول المتقدمة، حيث يأملون بتطوير البنى التحتية بصورة عامة وانشاء ملاعب جديدة تستوعب الكم الهائل من المشجعين، بالاضافة إلى جلب لاعبين على مستوٍ عال ليكونوا إضافة إلى الدوري المحلي وبالتالي سينعكس ذلك على اداء المنتخبات الوطنية، واستمراراً لتلك المطالب ولمواكبة التطور السريع في هذا المجال حيث طالبوا بجلب منظومة الــ (VAR)، حيث تعمل هذه المنظومة على تسجيل حالات قد تكون جدلية ومحط خلاف بين طرفي اللعبة وبالتالي تسهل التقييم للحالات المشكوك فيها.
بطبيعة الحال فأن أي عمل وان كان بسيطاً يجب أن يخضع لعدة عوامل لإنجاحه، فالتخطيط لهذا العمل يعتبر من الأولويات ومن ثم الرقابة و التقييم لمعرفة المستوى الذي وصل اليه والهدف المنشود لهذا المشروع، لانه وحسب النظرية الإقتصادية، فأن لكل مشروع يحتمل نسبة من النجاح والفشل فاذا ماوصل إلى مراحل متقدمة من النجاح فالمشروع يمضي ويستمر وبذلك يحقق مايصبوا اليه، واذا فشل ذلك المشروع فلا بد هنا من مراجعة البدايات ومحاولة تصحيح المسار.
مررنا طيلة العشرين سنة الماضية بتجارب أقل مايقال عنها مريرة وعلى مختلف المستويات فحجم البناء والإعمار طيلة تلك الفترة يكاد يكون معدوماً في بلد تعرض إلى قدر مهول من الدمار، واذا سلمنا الأمر، وذكرنا بأن هنالك مشاريع فأن أغلبها مشاريع متلكئة، فآخر تقرير صدر عن وزارة التخطيط يشير إلى أن المشاريع المتلكئة في عموم البلاد، بلغ اكثر من الف ومئتي مشروع.
ما أبسط المتطلبات التي يتمناها المواطن ولعل تكرارها وبأكثر من مناسبة أمست مملة بالنسبة اليهم، وبدت تتحول من مطالبات مشروعة إلى أشبه بالاستجداء لأنها ونتيجة التكرار المستمر في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، بالاضافة إلى أنها اصبحت حديث الشارع فأنها بدت كذلك دون ان تلقى آذان صاغية، هنالك مقولة شهيرة نسترشد بها عن مانحن فيه وهي؛ لاتعلمني كيف ابدأ بل علمني كيف أستمر، ولعل هذه المقولة تنطبقُ كثيراً على واقعنا الحالي حيث الحركة العمرانية ها قد بدأت للتو وأخذت تتطور واصبحت تحت مرأى ومسمع الناس، فالمشاريع التنموية والطرق الحلقية وبناء الجسور وغيرها من المشاريع، أصبحت على الواقع بعد أن كانت مجرد وعود، لكن السؤال العفوي الذي يتكرر دائماً على ألسن الناس هو؛ هل تستمر مثل هكذا مشاريع، واذا استمرت هل توجد رقابة عليها؟ وهنا نتحدث عن الرقابة القبلية والبعدية على جميع المفاصل الحيوية التي من شأنها الارتقاء بالواقع، وعليه اذا ما ارادت الحكومة السير بالبلد إلى جادة الصواب عليها ان تراقب وتتابع ماتم إنجازه وما سيتم، وعلى غرار ماشهدته كرة القدم ان تلجأ إلى الــ (VAR) الخاص بها فأنه خير وسيلة للتقييم.