يعتمد قدوم رمضان على التقويم القمري (355 يوماً لكل سنة) الذي يعتبر اقصر من التقويم الميلادي الغربي، ويتقدم موعده 10 او 11 يوما سنويا، مما يعني ان فترة الصيام في النهار تختلف حسب موعده في السنة، ففي بعض اجزاء العالم قد يطول النهار ليصل الى عشرين ساعة في ذروة موسم الصيف.
ويتم ترقُب رمضان بشكل واسع في جميع انحاء العالم. ويتضاعف ثواب الأعمال الصالحة فيه، وهناك رغبة شديدة في الصيام حتى بين اولئك الذين يفترض عليهم الافطار مثل كبار السن والأطفال والمعاقين والحوامل.
فالصيام واجب على كل مسلم بالغ، وتوجد هناك مجموعة محددة من اعفاءات الصيام، كالمرضى وهذا قد يضم بعض مرضى السكري بسبب طبيعة المرض الأيضية، فقد يتعرضون لخطر المضاعفات الناتج عن التغيير الملحوظ في الغذاء وكمية السوائل. وتضم هذه المخاطر الصحية المحتملة انخفاض او ارتفاع مستوى السكر بالدم، الجفاف ومضاعفات أيضية حادة.
ثقافة المريض
وبحسب التقديرات فهناك مئة وخمسون مليون مسلم مصاب بداء السكري في جميع انحاء العالم. وعلى الرغم من كون مريض السكري معفواً من الصيام، إلا ان هناك العديد منهم يصومون شهر رمضان، لما له من تأثير كبير في السيطرة على داء السكري بالمجتمع المسلم.
ومن المهم ان يُتخذ قرار الصيام على اساس فردي وباستشارة الطبيب، مع الاخذ بالحسبان شدة المرض ومستوى الخطورة الذي يتضمنه، وتعتبر ثقافة المريض هي الحجر الاساس في السيطرة على السكري خلال شهر رمضان، وينبغي ان تشمل معلوماته عن مخاطر المرض ومراقبة الكلوكوز والتغذية والتمارين والأدوية.
لقد اظهرت الدراسات ان الاستشارات الطبية قبل رمضان تقلل من الحوادث العرضية الناجمة عن انخفاض مستوى السكر بالدم، مما يوفر برنامجا يُذكر مريض السكري بأهمية الحمية وممارسة التمارين الرياضية، ومن الضروري ايضا مراقبة الكلوكوز بانتظام لتجنب المضاعفات، كما ان هذه الدراسات تطمئنهم بعدم بطلان صيامهم.
في الواقع ان لصيام رمضان فوائد مستمرة، فهو يوفر فرصة الحصول على اسلوب حياتي افضل ويسهل خسارة الوزن والإقلاع عن التدخين، اما بالنسبة لمرضى السكري الصائمين قد يساعد رمضان على تقوية الوحدة العلاجية بين المريض وطبيبه، كما يعمل على تحسين السيطرة على السكري من خلال التركيز على العناية الذاتية والانتظام في العلاج وتوقيت الوجبات.
حالات الإفطار
بحسب القران الكريم، هناك مجموعة من الناس قد يمرضون عند صيامهم لذا يجب معرفة خطورة المرض عليهم، وكثيرا ما يُوصى بزيارة الطبيب قبل ستة او ثمانية اسابيع من رمضان للتعرف على تاثير المرض قبل ان يقرر المريض الصيام بناء على النصيحة الطبية والدينية، فان كانت التوصية بعدم الصيام فإفطار المريض مساويا لثواب صيامه.
ومن المهم معرفة ان قياس مستوى السكر في الدم بانتظام وحقنة الانسولين لا يفسد الصيام، فهي الطريقة التي تمكننا من التعرف على مستويات السكر والسيطرة على المرض.
وقد يؤثر تغيير عادات تناول الطعام خلال شهر رمضان على الكلوكوز في الدم لذا فمن المهم فحص مستواه في الدم بانتظام.
ويجب على المرضى في حالات الخطورة العالية فحص مستويات الكلوكوز بالدم من ثلاث الى اربع مرات باليوم حتى وان لم يصوموا، اما اذا كانت الخطورة معتدلة فينبغي ان تفحص مستويات الكلوكوز مرة او مرتين في اليوم، ولتقليل خطر انخفاض مستوى السكر بالدم يجب استشارة الطبيب عن التنظيم المطلوب للجرعة الدوائية وتوقيتها او نوعها.
يكون الافطار مفروضا على مرضى السكري في عدة حالات منها اذا كان مستوى الكلوكوز بالدم اقل من 70 ملغم/ ديسيلتر اي (3.9 ميلمول لتر) وعند تكرار الفحص في غضون ساعة واحدة اذا كان مستواه ما بين 70 - 90 ملغم/ ديسيلتر( 3.9 - 50 ميلمول لتر)، وكذلك اذا كان مستوى الكلوكوز اعلى من 300 ملغم/ ديسيلتر اي (16.6ميلمول لتر)، فيجب الافطار عند ظهور اعراض ارتفاع او نقص السكر بالدم او الجفاف او عند المرض
الشديد.
ارشادات مهمة
ينصح مريض السكري باداء تمارين منتظمة خفيفة الى معتدلة خلال رمضان، ولا ينصح بالتمارين القاسية اثناء الصيام لتزايد خطورة انخفاض السكر بالدم او الجفاف، وتعتبر المجهودات البدنية التي تضمها صلوات التراويح مثل الركوع والسجود والقيام جزءا من النشاطات الرياضية اليومية.
وينبغي ان تُقسم السعرات الحرارية بين وجبتي السحور والفطور، وضمان الموازنة بين الوجبات اي (تناول كاربوهيدرات بنسبة 45 - 50 بالمئة وبروتينات من 20 - 30 بالمئة ودهون اقل من 35 بالمئة)، وتناول الكثير من الفواكه والخضروات والسلطات والتقليل من الاغذية المشبعة بالدهون، استخدام كمية دهن قليلة في الطبخ، والاكثار من شرب الماء وتجنب الكافيين والحلويات والمشروبات السكرية، تناول الاطعمة الغنية بالألياف التي تحرر الطاقة ببطء قبل وبعد الصيام كالفاصوليا والرز.
اما عند انتهاء شهر رمضان فينبغي تجنب الإفراط بالطعام وخصوصا الحلويات خلال ايام عيد الفطر، لأنه قد يؤدي الى ارتفاع الكلوكوز بالدم. كما يجب زيارة الطبيب للحصول على الارشادات وتغيير العلاج الى جدولته السابقة.
عن موقع الاتحاد الدولي للسكري