تاسوس كوكينيديس
ترجمة: حميد ونيس
أعلن غاريث أوينز، عالم اللغويات وعالم الآثار ومنسق برنامج إيراسموس في معهد كريت التكنولوجي اليوناني، مؤخرا أنه تم حل اللغز المتعلق بقرص فايستوس بنسبة 99 بالمئة الذي يعود إلى حضارة شعب {المينو} القديمة في جزيرة كريت الواقعة وسط البحر الأبيض المتوسط. لقد كرس أوينز ثلاثين عاما لمحاولة حل هذه الرموز. موضحا ان إلهة الحب لدى حضارة مينو المعروفة بإسم {عشتار}والمرتبطة بالإلهة الشرقية عشتار، هي الشخصية الرئيسية التي تفتح لغز قرص فايستوس.
وكما يبدو من قصة هذا الأثر أن هذا القرص مصنوع من الطين المحروق في قصر فايستوس العائد لحضارة مينو في جزيرة كريت، ومن المحتمل أن يعود تاريخه إلى العصر البرونزي “المينوسي” الأوسط، فقد تم اكتشاف هذا الجسم في مدينة فايستوس القديمة الواقعة جنوب جزيرة كريت في العام 1908، ويُعتقد أنه تم إنشاؤه في مكان ما قبل حلول العام 1700 قبل الميلاد.
أما بالنسبة لعالم الآثار أوينز وسعيه لفك رموز النقوش الموجودة على القطعة، فقد أمضى الجزء الأكبر من حياته في السعي لفهم القطعة المبهمة.
وفي مقابلة أجريت معه مؤخرا مع وكالة أثينا للأنباء، سارع أوينز إلى الإشارة إلى الفرق بين فك رموز هذه الحروف الرسومية وقراءتها، وفهم المعنى الكامن وراء رموز الأصوات المرتبطة بها.
وأضاف بأن فريقه يحاول قراءة الرموز الصوتية لقرص فايستوس عبر لوغارتمات القيم الصوتية للخط وبمساعدة الرموز اللغوي الأخرى المقارنة، أي المقارنة مع اللغات النسبية الأخرى من عائلة اللغات الهندية الأوروبية، معقلقا بأن قراءة شيء ما لا تعني فهم كل شيء.
يبلغ قطر القرص حوالي 15 سم ومغطى من كلا الجانبين بشكل حلزوني من الرموز المختومة.
واللغة المطبوعة على وجه القرص الغامض لم يتم فك شفرتها بشكل كامل، ورموزها ليست جزءا من أبجدية معروفة سواء القديمة أو الحديثة.
ومع ذلك، فان بعض الرموز تشبه تلك الموجودة في نماذج مختبرات أوروبية للمنطقة والتي كانت ضمن اللغات القديمة للمينويين.
ولم يتم فك شفرة كل الخطوط. والبعض الآخر يشبه اللغة الهيروغليفية الموجودة في مواقع الأناضول القديمة.
عشتار هي المفتاح
ومع أن الغالبية العظمى من العلماء يعتقدون أن قرص فايستوس أصلي، إلا أن القليل من علماء الآثار غير مقتنعين بصحته.
ولا يزال غرضه ومعناه، وحتى مكان صناعته الجغرافي الأصلي، موضع خلاف، مما يجعله واحدة من أشهر ألغاز علم الآثار.
وهو معروض الآن في متحف هيراكليون الأثري.
على امتداد أكثر من 30 عاما، عمل أوينز على كشف غموض هذه القطعة.
وقبل بضع سنوات، وجد هذا الباحث أن إلهة الحب “عشتروت المينوية” كانت المفتاح لكشف لغز قرص فايستوس.
ثم قام أوينز بتغيير نظرياته الأصلية عند التركيز على محتويات صورة القرص الكتابية المليئة بالرموز ليخلص في النهاية إلى أنها عبارة عن ترنيمة لعشتار.
ووفقا لبياناته، فإن القرص عبارة عن نص ديني لـ”إلهة حامل” تأخذ شكل وجه عشتار، إلهة الحب، موضحا أنه: «ليس هناك شك في أننا نتحدث عن نص ديني، وهذا واضح من خلال المقارنة مع كلمات دينية أخرى من نقوش أخرى من جبال كريت المقدسة، فلدينا كلمات متطابقة تماما” .
ويضيف الباحث أنه يميل إلى أن قرص فايستوس هو ترنيمة أمام الإلهة عشتار، إلهة الحب.
تم العثور على كلمات مثل تلك المذكورة على القرص في قرابين مدينة مينو القديمة.
ويضيف عالم الآثار إنه يعتقد أن أحد جانبي قرص فايستوس مخصص بالفعل للإلهة الأم الحامل بينما الجانب الآخر مخصص للإلهة عشتار.
وحول أهمية الشكل، أشار أوينز إلى أن عشتار الموجودة في مينو كانت إلهة الحب والحرب والجبال وأن أصلها يقع في الشرق.
لأن جذور هذه الإلهة هي من بلاد ما بين النهرين القديمة، الواقعة في العراق اليوم. وأوضح أن عشتار ذهبت إلى قبرص وأصبحت يطلق عليها إسم “فينوس”.
موقع اثينز نيوز