عبد الهادي مهودر
يتردد هذا السؤال كثيراً ، غداً عطلة أم دوام، ويتجدد ليلة كل مناسبة وحدث وزخة مطر، ويقضي العراقيون ليلتهم الكبيرة في البحث عن إجابة واضحة لهذا السؤال المحيّر ويتلقون الشائعات التي تنمو في بيئة الغموض الخصبة، حتى ينادي المنادي ويصدر البيان في خبر عاجل، او يدركهم الصباح فيسكتون عن الكلام المباح، وخبر تعطيل الدوام سار
للكثير من تلاميذ المدارس والموظفين ويكاد يتشكل (گروب محبين العطل) وعذراً للمدقق اللغوي فهكذا تكتب الكلمة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي تجمّع سيارات
دوانز في العراق، ضمن حالة انفلات لغوي خارج حدود مدينة القواعد.
وبعد طول انتظار تأتي أخبار التعطيل من المحافظات تباعاً بعد زخات المطر (كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك ويلعن المياه والقدَر) كما يقول السياب، فتتعطل جميع مؤسساتها الرسميَّة وتشمل العطلة جميع المواطنين ضمن حدود المحافظة ورقعتها الجغرافيَّة، إلّا في مدينة بغداد فتعطيل الدوام الرسمي في محافظة بغداد لا يعني تعطيل الدوام في بغداد ولا يشمل جميع المواطنين الساكنين ضمن العاصمة الحبيبة، وقد يتعطّل شقيقك الذي ولدته أمك، وأخوك في الدين والوطن والمطر وتباشر أنت الدوام الرسمي من دون أشقائك وأخوتك، ولكن وفقاً للصلاحيات المنصوص عليها في قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم ، ولا اعتراض على القانون إلا بقانون، لكن وجه الاعتراض فيما يحدثه التعطيل الجزئي الذي ينعش حالة الجدل والارتباك ويكرّس تجزئة المحافظات والأمطار والمشاعر، ويزيد الطين بلّة، من دون أن تتسبب موجة التعطيل وتأثيراتها على العمل والدراسة بإخراج مسودة قانون العطل الرسميَّة من أدراج البرلمان ، والذي تتجنّب الكتل السياسية مناقشته بوصفه من القوانين التي تفسد للود قضية ومن صنف الفتن النائمة، مع أن الاختلاف حالة عراقية أزلية والتنوّع الديني والفكري والعقائدي حقيقة وميزة، ولا بدَّ من مواجهة هذا الاستحقاق يوماً ما ليرى القانون النور ويجيب عن السؤال الذي حيّر أهل العراق في الليالي الكبيرة والغائمة والممطرة وكلّما غرّد المنبّئ الجوي بأنشودة الأمطار الرعديَّة، وحسناً فعلت الحكومة بتحديد أيام عطلة عيد الفطر هذا العام بشكل مبكر وقطعت جدال القوم، لكن قد يسأل سائل، وماذا بعد انتهاء عطلة العيد؟ ألا توجد عطلة للاستراحة من تعب أيام العيد؟.