بغداد: سرور العلي
شغف الشاب طه خالد محمد منذ صباه بالنحت، وكانت أولى محاولاته بالنحت اليدويّ، عبر استخدام الطين الصلصال، والذي يعتبر من الأساليب التقليدية القديمة المعروفة، ومع التطور الكبير الحاصل في التكنولوجيا تعرف خالد على برامج 3D، المستخدمة في أجهزة الحواسيب. يقول الشاب إنه {تمكن من تطوير أدواته بهذا المجال، بالاستعانة بتطبيق يوتيوب، فهو يحوي على مئات القنوات التعليمية المختصة بتقديم ورش تعليمية وشروحات لهواة هذا النوع من الفن النحتي}.
واجه خالد الذي هو من مدينة الموصل صعوبات عدة في بداية مشواره، إلا أنه بالاصرار والتحدي تمكن من تجاوزها، وبمواصلة تعلم تلك البرامج أتقن النحت.
ويضيف خالد الذي استغرقت تدريباته على تلك البرامج ثلاثة أعوام، أنه “ومنذ صغره قام بتحويل المقتنيات لإشكال مصغرة ومجسمات، بدعم ومساندة أسرته التي كان لها الدور الكبير في تطوير موهبته”.
واجه خالد الكثير من الصعوبات والتحديات التي يقول “إن لا أحد يرغب بالعمل أو بالتصميم العراقي، لأن بعض المصممين لم يتقنوا عملهم بشكل جيد، كما وأن معظم محبي هذا النحت يبحثون عن تصاميم أجنبية وعالمية، ولكني مع ذلك تغلبت على تلك التحديات عبر تصميم شخصيات الرسوم المتحركة التي يرغب باقتنائها الكثير من جيل التسعينيات، مثل شخصية “السندباد، ونيلز، وساسوكي، وعدنان ولينا” وغيرها.
وقد صمم خالد شخصيات أخرى رائجة اليوم بين الشباب، وموجودة بألعاب “الفيديو” وعمل عليها بجهد كبير وبجودة عالية، حتى أن كثيرين قاموا بالتواصل معه، رغبة منهم باقتنائها، وآخرون اقترحوا عليه تصميم شخصيات خاصة بهم.
وأشار محمد إلى أن تفاصيل عمله تكون بحسب نوع الفكرة، وأن المجسم الواحد يستغرق عمله أيام عدة، حيث يمر بمراحل مختلفة، فبعد تجهيزه يتم تصديره إلى طباعة ثلاثية الأبعاد ليوم واحد، ثم القيام بمرحلة التلوين. ومن الخامات المستخدمة، “الريزن” السائل الخاص بمواد الطباعة، وألوان من ماركة “فالخيو”.
ابداعات الشاب طه خالد محمد لم تتوقف عند النحت، فله هوايات أخرى يحرص عليها مثل العزف على العود، والرسم، والغناء، كما أنه عمد إلى دراسة المقامات الموسيقية.
ويسعى محمد إلى الاحتراف بهذا الفن، وأن يفتتح شركته الخاصة بهذا الشأن، وكذلك للمشاركة في مختلف المعارض الفنية غاية في طرح أعماله أمام الآخرين، لا سيما وأنه قد حصد العديد من الجوائز النقدية لأصحاب أعمال من دولة الكويت، مشيرا إلى أن لمنصات التواصل الاجتماعي دورا كبيرا بانتشار موهبته واتساعها وتعريف الآخرين بها.
ويعتقد أن الأفكار تأتيه لصناعة المصغرات، من خلال مشاهدة الأفلام، وألعاب الفيديو، ومن الشخصيات الكرتونية، أو المواقف التي تحدث في الواقع، بخاصة وجود أشخاص كوميديين. كما يقول إن “النحت الرقمي، هو شبيه بالنحت التقليدي في الصلصال، لكن الرقمي يستخدم فيه البرامج الهندسية، ويسمى بهذا الاسم لتقنية التصميم ودقته”. وينصح الشاب طه خالد محمد كل العاملين في هذا المجال بأن يتقنوا عملهم. ويطمح خالد أن يصبح في العراق منافسون للمصممين في الشركات العالمية، وعدم الاستسلام للفشل وتحقيق
طموحاتهم.