أربيل : رائد العكيلي
بنيت مدرسة أربيل الأولى في العهد الملكي في زمن ملك العراق فيصل الاول في العام 1928، واستمرت المدرسة تؤدي رسالتها التربوية قرابة السبعين عاما، وفي العام 2012 أرتأت حكومة اقليم كردستان تحويلها الى متحف، جمع فيها أرشيف المدرسة منذ تأسيسها، وشملت مقتنيات الاساتذة والتربويين الذين عاصروها، إضافة الى السجلات الوثائقية لمعظم الطلبة والمدرسين من ثلاثينيات القرن الماضي، جميع المناهج الدراسية والوسائل التعليمية، تظهر جلياً المراحل التي مرت بها العملية التعليمية في أربيل.
تضم المدرسة ثلاثة عشر صفاً اصبحت اليوم قاعات لعرض إرشيف الرعيل الاول من مديري ومعلمي المدارس الأربع، التي مارست العمل التربوي في أربيل من الكرد والعرب، اضافة الى صور الشخصيات السياسية والثقافية الذين تلقوا التعليم في هذه المدرسة، التي كانت شهادتها شرطاً اساسياً للحصول على الوظائف الرسمية، وسميت كل قاعة باسم شخصية مشهورة في أربيل تركت اثرا في أروقة هذه المدرسة.
يحتفل المتحف من كل عام بفعاليات معينة في الثامن عشر من نيسان، وهي مناسبة (يوم التراث العالمي) الذي اقرها المجلس الدولي للمباني والآثار، وتحدث مدير المتحف أوميد البرزنجي لـ(الصباح) عن هذا اليوم قائلا: يعد المتحف مركزا للثقافة العالمية وفي هذه السنة، عرضت مقتنيات شخصية الماضي لأساتذة هذه المدرسة تعود لأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، شملت الساعات اليدوية والجدارية التي لها تراث مشترك ما بين الأمم والشعوب.
الساعات اليدوية هي من المقتنيات الثمينة في ذلك الوقت التي يقتنيهاعدد محدود من الناس، وشريحة الأساتذة والمعلمين، هم من أوائل من استخدم الساعات في ضبط وتنظيم مواعيد الدروس والمحاضرات بشكل دقيق، إضافة الى معرفة مواقيت الصلاة، فالساعة التي يستخدمها معلم في أربيل وبغداد والقاهرة ولندن وباريس، هي بمثابة ثقافة مشتركة ومن أهم هذه الساعات تعود للأستاذ أحمد ناجي وعلي كسرة في العهد الملكي.