المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض.. مغادرة العراق للاقتصاد الريعي

آراء 2024/05/02
...

  أ. د. جاسم يونس الحريري


استضافت الرياض يومي 28 و29 أبريل (نيسان)2024، الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، تحت شعار: «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية»، وذلك برعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي. ويعد هذا الاجتماع الأول من نوعه للمنتدى خارج دافوس بعد جائحة «كوفيد- 19»، وشهد مشاركة رؤساء دول وصانعي السياسات من مختلف أنحاء العالم. وشارك في الاجتماع الخاص أكثر من ألف مشارك من رؤساء الدول وكبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية، وذلك لمناقشة مختلف القضايا والتطورات الاقتصادية العالمية، بهدف إيجاد الحلول المشتركة ومواجهة التحديات الإنسانية والمناخية والاقتصادية. وسلط المنتدى الضوء بشكل خاص على الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة لأكثر من ستة أشهر. وأوضح المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، أهمية مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المرتقبة في المنتدى الاقتصادي العالمي، فيما أكد عمل الحكومة على تعريف العالم بحقيقة الوضع في العراق، لجلب الاستثمارات وتحويل اقتصاد البلد من ريعي إلى اقتصاد السوق. 

تحليل واستنتاج:-

1 - حاول السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء استثمار أي لقاء اقليمي أو دولي المشاركة فيه، لتوسيع الشراكات الاقتصادية، وتوضيح الفرص الاستثمارية الذهبية داخل الساحة العراقية، ودعوة الشركات الرصينة للاستثمار فيه، وان البلد يحتاج خبرات الاخرين العربية والاجنبية، لتطوير المجالات الاقتصادية، والاستفادة من الخبرات التكنولوجية الدولية في الطاقة النظيفة وانتاج النفط وتطوير الزراعة والصناعة العراقية. 

2 - ان المشاركة العراقية في المنتدى جاءت بدعوة شخصية، من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهذا تطور مهم للعلاقات العراقية-السعودية التي تلتحم في اللقاءات الدولية. وأشار الأمير محمد بن سلمان، في رسالة بعثها لرئيس مجلس الوزراء، إلى “العلاقات الوثيقة التي تربط المملكة العربية السعودية بالعراق، وأنّ مشاركة رئيس الوزراء سيكون لها الأثر الطيب في إنجاح أعمال الاجتماع”. 

3 - إن إشراك العراق في المنتديات الدولية مؤشر لاغبار عليه على تعافي العراق من تحدياته الداخلية، وانطلاقه إلى الخارج مع باقي دول العالم للتفكير في حلول مشتركة، لمشكلات الاقتصاد العالمي، وتغيرات المناخ، وهو فرصة لامتزاج الخبرات العراقية مع الخبرات الاجنبية في بيئة حوار مشتركة نحو الاستدامة والابتكار. 

4 - إن مشاركة العراق في المنتدى الاقتصادي العالمي علامة صحية، لنضوج دور العراق التوافقي لحل واستتاب الأمن في المنطقة، وقد ساهم سابقا في ترتيب المفاوضات الايرانية السعودية في العراق في خمس جولات تفاوضية، وأنتج عنها الاتفاق السعودي الايراني، لتطبيع العلاقات بينهما الذي عقد في بكين في العاشر من اذار/ مارس 2023. 

5 - إن حضور العراق في الملتقى الاقتصادي العالمي، يؤكد بلا شك أن صنع المستقبل للواقع الاقتصادي في العالم والمنطقة، لا بد من وجود العراق في رسم هذه الرؤية، لأنه فاعل إقليمي ودولي في رسم السياسات الدولية لمجابهة التحديات المشتركة. 

6 - إن مشاركة العراق في المنتدى الاقتصادي العالمي ومشاركة رئيس الوزراء في هذا التجمع العالمي، ستكون فرصة للعراق للتعاقد أو على الاقل دعوة الشركات والمستثمرين لإنجاز المشاريع، التي تخدم المواطن العراقي وتحسين واقعه المعيشي وتحريك الاقتصاد العراق وانعاشه بالمشاريع الاستثمارية وتوفير فرص عمل الآلاف العاطلين عن العمل، وتوفير لقمة عيش ومورد مناسب للشباب لاستثمارهم في المشاريع الاستثمارية، التي تطور من واقع العراق الاقتصادي.