عيد العمال.. أحلامٌ قديمة

آراء 2024/05/02
...

 رعد كريم عزيز


لو إن إعلاميا نزل إلى الشارع وسال عبر الكاميرا جمعا من العمال في ساحة الطيران في بغداد عن هذه المناسبة، فلن يجد جوابا شافيا من اغلبهم لأنهم يجلسون على الرصيف طمعا بالعمل اليومي في يوم عطلتهم العالمية. 

إن التطورات المتلاحقة في العصر الحديث جعلت اغلب الأعياد والمناسبات عبارة عن أحلام قديمة لا يعرف أصلها أحد، والعيد موجود في الجانب الحكومي فقط، اما في الجانب الأهلي والقطاع الخاص، فإنه يوم بلا ذكرى وقد تزيد ساعات العمل ذلك اليوم إلى أكثر من 9 ساعات، بينما أصل المناسبة هي التظاهرات العمالية في القرن التاسع عشر للمناداة بيوم عمل بـ 8 ساعات عمل و8 ساعات نوم و8 ساعات

للراحة. 

وحاول النظام السابق محق ذكر العمال وتاريخهم وتضحياتهم بتحويل العمال إلى موظفين، والذي صدر عام 1987، وكأن الامر مجرد كلام كما يقول المطرب الراحل رياض احمد. 

ولكن الامر لم يتغير رغم ان صدام كان يقول ان القانون عبارة عن (لاستيكة) أي قطعة مطاط يمكن لاي حاكم ان يمطها حسب رغبته. 

وحتى لا نذهب بعيدا كما تريد منا الفضائيات، لكي نبقى متابعين بعد الفاصل الإعلاني، علينا أن ننتبه على أن عمال القطاع الخاص في العراق يشتغلون بساعات طويلة وبأجور قليلة لا تناسب جهودهم، ولم يعودوا مثل عمال الامس في قدرتهم على تأسيس عش الزوجية، لأن أجورهم تكفي فقط للأكل والملبس البسيط جدا، اضافة إلى المنافسة الكبيرة من الوافدين الأجانب والعرب، الذين يقبلون بالأجور القليلة لأنها تعني لهم الكثير حين يحولون اجورهم إلى بلدانهم. 

اننا نحتاج إلى وقفة جادة للتذكير بحقوق طبقة تبني البلاد، وهي لا تملك سقفا وتصنع أحسن الموائد، ولكنها تقف في الطرف البعيد من المائدة. 

نحتاج إلى تفعيل النقابات وتفعيل القوانين بالمتابعة الجادة لأصحاب المعامل والمرافق التجارية التي تربح كثيرا، ولكنها تمتنع عن دفع الضرائب.  

ولعل الاحلام القديمة تستيقظ من سباتها.