أسلوب المخاطبات الشعبيَّة

آراء 2024/05/06
...

كاظم الحسن

يكاد المصطلح الديني، الذي يطلق على من يحج، إلى بيت الله مكة المكرمة، هو السائد في العراق، وقد اصبح الجميع يكنى بهذه الصفة الدينية، حتى اذا لم يحج إلى مكة، وقديما عبَّر عن ذلك أبو نؤاس « وقائل هل تريد الحج؟
قلت له: نعم اذا فنيت لذات بغداد».
وهذا في جانب منه افتقار اللغة العراقية إلى المصطلحات المدنية، وقد كانت سابقا ينادى الشخص بـ(عمي، خالي ابو الشباب وغيرها من المسميات العائمة وغير المشخصة)، ونجد في مصر المسمى يأخذ اللقب العلمي مثل «بش مهندس» أو التفخيم « ياباشا، يابيه، افندم، ياسيد، ياست هانم، يامدموزيل « وغيرها من الصفات والتسميات، وهذا التبجيل يصل إلى السينما والادب والمسرح مثل « امير الشعراء احمد شوقي أو عميد الادب طه حسين، العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ، كوكب الشرق ام كلثوم، موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب، سيدة الشاشة فاتن حمامة.
وفي مفارقة يصل التفخيم المصري إلى الطعام نفسه اذ نسمع « فحل بصل، كوزحمام، ملوخية بالارانب.
اما في العراق فقد اطلق طه حسين على الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري شاعر العرب الاكبر والشاعر نزار قباني لقب الفنان كاظم الساهر بالقيصر.
وهكذا نجد أن التمجيد والتبجيل للرموز الفنية والادبية يأتي من الخارج ؟ بل ان ملك العراق فيصل الاول وهو الحجازي اختاره الشعب العراقي ليتوج على عرش البلاد.
وثمة تمييز في الساحة العراقية بين ادب الداخل والخارج ويميل الترجيح والاولوية إلى المغتربين وانعكس ذلك جليا في السياسة، في مصر يسمى ذلك عقدة الخواجة.
قد تنطيق مقولة مغنية الحي لا تطرب على العراق اكثر في منه في مصر ربما نحن نحتفي بالموت دائما عكس ماهو حاصل في مصر وهم يحتفلون بالمولد وقد عبر عن ذلك سيد درويش « صبح الصباح فتاح ياعليم والجيب مفيش ولامليم والمزاج رايق وسليم « بينما الاغنية العراقية تستغرق في الحزن حد الجزع، وتكبل نفسها بالمواجع والانين وجلد الذات « يانارالكلب زيدي كل الي جرى من يدي» أو العنف الجسدي « لاتضربني لاتضرب كسرت الخيزرانه « تخشى على العصا ولاتهتم بجسدها المدمى من الضرب ؟.
او لو اموت لو يعمن عيوني !
يبجن وهم هنا لو شالوا اشلون؟
ننتقل من السادية إلى المازوخية وجلد الذات بكل قساوة.
ويبدو ان الذائقة العراقية قد أدمنت على الأنين ويسمى الونين  بالعراقي.