لحظة التحدي والتصدي والاستشهاد

آراء 2024/05/12
...

 موسى جعفر


في أرض العراق الطاهرة، حيث تتجذر الحضارة وتتفتح أزهار العلم والدين، وُلد علم من أعلام الفكر والروحانية، السيد محمد محمد صادق الصدر. هذا الرجل الذي نبت من سلالة عريقة، كان مصباحًا يضيء دروب الباحثين عن الحقيقة والعدالة. لم يكن مجرد رجل دين، بل كان مفكرًا كبيراً ومرجعًا دينيًا تصدى للمرجعية الدينية في أوقات عصيبة، وكان له دور بارز في الأنشطة السياسية والاجتماعية. تحدى الظلم والطغيان في وجه السلطة الحاكمة في العراق.

وُلد في 23 مارس 1943 في النجف الأشرف، ونشأ في أسرة علمية عريقة اشتهرت بالعلم والفقاهة والجهاد. تلقى تعليمه في الحوزة العلمية في النجف، وارتدى الزي الديني في سن الحادية عشرة، وتخرج من كلية الفقه في دورتها الأولى عام 1964.

يُعد السيد الصدر معروفًا بمواقفه الدينية والسياسية، وخاصة مناهضة ومعارضته لنظام السابق. وكان يُعرف بخطبه القوية والجريئة التي كان يلقيها في صلاة الجمعة، مما جعله محط أنظار الكثيرين ومصدر إلهام للمعارضة العراقية.

كان قائد لحظة التغيير ومنظرها وكاتب شعاراتها، والقائد المجدد في كل شيء، الصدر نال ثقة الجماهير بالرغم من الهجمة الكبيرة التي وجهت ضده من قبل الحكومة النظام السابق، ومن قبل المؤسسة الدينية، ولأن لا شيء يوقظ الشعوب من سباتها إلا العلماء والعباقرة والمبدعون لذلك تحارب الحكومات هذه الفئات الاجتماعية. في الرابع من ذي القعدة، التاريخ 19 فبراير 1999، تحديداً في النجف الأشرف ساحة ثورة العشرين، اغتيل السيد محمد محمد صادق الصدر واثنان من أبنائه. حيث يعد الصدر شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي الحديث وخاصة في العراق. استشهاده كان له تأثير كبير على الشعب العراقي وأدى إلى تعزيز الحركة الإسلامية في العراق.

باختصار، كان السيد محمد صادق الصدر شخصية مؤثرة ومحورية في تاريخ العراق الحديث، ولا يزال إرثه حيًا في قلوب الكثيرين، الذين يتذكرونه كمرجع ديني وقائد ورمز ثوري وشهيد للعدالة والحرية.