يوم الأسرة العالمي

اسرة ومجتمع 2024/05/12
...

غيداء البياتي 



الوثائق التي استطعت الحصول عليها تشير إلى ان العراق صنف في العام الماضي على أنه من أسوأ الدول بالنسبة لواقع الأسرة، لا  سيما من الناحية الصحية، كما أن هنالك تقريرا سنويا لقسم حقوق الانسان في هيئة علماء المسلمين مطلع العام 2023 حذّر من تزايد معاناة الأسر العراقية إلى الحد الذي نتج عنه انحرافا كبيرا في مسار المجتمع بأكمله، مما دفع عددا من الحقوقيين والناشطين المدنيين إلى تسليط الضوء على اهم الأسباب، التي أدت إلى اتساع المشكلات والتفكك داخل الأسرة الواحدة، كان ذلك في اليوم العالمي للأسرة الذي يوافق يوم 15 من الشهر الحالي.

فعلى الرغم من المساعي المتواصلة من قبل الحكومة الحالية لتحسين أوضاع الأسرة العراقية المتمثلة بتفعيل دور الباحث الاجتماعي في البحث عن الأرامل والمطلقات ومساعدة عدد من الأسر المتعففة، وإطلاق رواتب الرعاية الاجتماعية، كذلك فتح عدد من المعامل المعطلة واعادة تأهيلها لاستيعاب الشباب من العاطلين عن العمل، وتشغيلهم في القطاعين العام والخاص، لكن الغريب أن عاما اخر يمضي من اعوام القحط والجراد على ثلث الأسر العراقية ضعيفة الظهر عديمة الحيلة سيئة التغذية قليلة الراتب، كما ان أحدا لا يسأل أفرادها عمَّا ينغص حياتهم ويتسبب بتفككهم، فكان على هذه الشريحة المستضعفة أن تقاوم أعاصير المشكلات الاجتماعية، بصدر رحب ولسان حالها يقول صبرا آل ياسر.  

كثيرة هي الأمور الحياتية المنهكة التي أسهمت في تدمير نواة المجتمع، من بينها ارتفاع نسب الطلاق التي حذرت منها السلطة القضائية بعد اعلان محاكمها مؤخرا عن اعداد مهولة لحالات الانفصال، كذلك زواج القاصرات، وانهيار حقوق الطفل بعد أن أصبحت الأسرة عاجزة على تقديم ما يثري المعرفة، لدى أولادها ما أدى إلى تسريبهم عن مقاعد الدراسة وتوجيههم لسوح العمل الشاق، الذي لا يناسب اعمارهم، أيضا أزمة السكن، وحالة الفقر وغيرها الكثير من التي خلفتها الحروب وحذرت منها الامم المتحدة وناشطين وجمعية حقوق الانسان.

في اليوم العالمي للأسر لهذا العام ندعو الحكومة إلى البحث عن أساليب تقوية دعامة المجتمع، بما يكفل ديمومته، وأن تدعم الأسرة، بما يتناسب وحجم المآسي التي تعرضت لها، وتعويضهم بتوفير أبسط سبل العيش بسلام، وألا تبخل مع الأسر التي تسكن العشوائيات والمباشرة ببناء مجمعات سكنية بسيطة، لإيواء الملايين من الأرامل والأيتام، كي لا يصبحوا أداة بيد العصابات الإجرامية ويشكلون وبالا على المجتمع.