رعد كريم عزيز
تكابد العقول البشرية من اجل اختراع جديد في الجانب العلمي في كل الأزمان القريبة، ويحصل العقل الراجح على مكاسب كبيرة وتهتم دولته بما انجز وقد يحصل على جائزة نوبل.
ولكن الحصول على المكافأة السريعة المباشرة يتم عبر ممارسة كرة القدم، رغم أن صاحبها يستعمل قدمه أكثر من عقله في تسديد ضربة حرة مباشرة أو غير مباشرة.
ولكي نربط الأمر بطريقة مباشرة مع وضعنا في العراق، فإن لاعب كرة القدم يكسب قطعة ارض بمساحة 200 م2، بعد أن يسجل هدف الترجيح ويشبع تصفيقا ووردا واستقبالا.
ولو أن الامر كان عادلا والتساوي بين أهل العقل واهل القدم لما علق أحد ولا فتح فمه ولأصبح كل مواطن بعقله راضيا. وإذا اجرينا مراجعة بسيطة.
فأننا سنكتشف كم من معلم أو شاعر أو حتى عالم رحل عن دنيانا، وهو لا يملك شبرا من الأرض في وطنه رغم انه سجل أهدافا سامية في حياته، حيث تخرج من مدرسته المئات الذين أصبحوا علماء ودكاترة وفقهاء وشعراء وأدباء...وحتى العشرات من لاعبي كرة القدم، فاين العدالة في الامر؟
قد يتبادر إلى ذهن القارئ بان كاتب السطور لا علاقة له بكرة القدم، ولكن الأمر عكس ذلك فان مباراة قدم عراقية تحول الكاتب إلى مشجع متحمس، يفقد أعصابه منتصرا لفريق بلاده، وكأنه طفل صغير يرجف أمام شاشة التلفاز والذي قد يتعرض للكسر بسبب حركات مفاجأة منه أو من أحفاده، وفي النهاية يفوز فريق بلاده ويحصل اللاعب على قطعة أرض وراتب وووو.
ويخرج المشجعون بلا مكافأة وهم يتحسسون مقدار خسارتهم، في حياتهم الصعبة، وهم يعيشون تحت سقف مستأجر وبراتب تقاعدي بسيط يكاد لا يكفي لأجور الكهرباء والماء، وبالكاد يحصلون على رغيف يسد رمق الجوع، ولن يذهبوا بعيدا بأحلامهم في الحصول على شبر من الأرض في ارض خدموا ترابها طوال
حياتهم.
وقد ينبري أحدهم ويتحدث بان لكل إنسان قسمة ونصيبا، ودعونا نتفق معه بحدود ألا يتجاوز الإنسان الطموح بالحصول على الرفاهية الكاملة والبذخ في كل شيء، ولكنه يطمح بالحصول على مستحق بسيط في بلد مترامي الأطراف وبخير وفير، وبعدد سكان ليس
بالكثير.
ولنا في الصين عبرة عدد سكانه أكثر من مليار ونصف مليار شخص وليست لديهم ازمة سكن.
ولذا فاني اقترح حلا سريعا لازمة السكن وهو أن تعمل الحكومة بافتتاح أكاديميات كثيرة لكرة القدم، والدخول فيها الزامي للجميع من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، ولكل مهدف نصيب، فمن يسجل هدفا واحدا فان الحكومة حددت السعر ب200 م2 ومن يسجل اكثر يمكنه أن يحصل على فيلا فارهة، وبذلك نحصل على مكسبين الاول، سنكون المنافس الشديد لدوريات كرة القدم في العالم، والمكسب الثاني القضاء على أزمة السكن خلال شوطين، واذا اقتضى الأمر نمدد المباراة لأن المكسب في نهاية المباراة يستحق
وبجدارة.