نهجٌ متكاملٌ لسلام مستدام

آراء 2024/05/15
...







 د.عبد الواحد مشعل

 اعتماد التنمية المستدامة نهج شامل ومتكامل لمستقبل سلام مستدام في المجتمع العراقي، أبرز ما يمكن تأشيره هنا قدرة الانسان العراقي على تجاوز اشكالياتها المختلفة، اذا توفرت له مستلزمات العمل في سبيل غايات وأهداف التنمية المستدامة باستحضار الوسائل اللازمة، لتحقيق هذا الهدف الأساسي على وفق المواصفات العالمية، الذي أقرَّته الأمم المتحدة من أهداف لبرامج التنمية المستدامة في العالم، حتى عام 2030.
ويمكن بيان ذلك من خلال الحديث عن غايات والوسائل اللازمة، لتحقيق هذا الهدف الاساسي لبناء نهج شامل للمستقبل التنمية في العراق وينبغي التوقف عند معوقات بناء سلام والعمل على وضع الأطر العلمية القادرة عن كشف جوهر المشكلات، التي يعاني منها الانسان العراقي كمؤشر اساسي تساعد في بناء فرص متواتية لبناء سلام مستدام في العراق، باعتماد منهجية موضوعية للتنمية المستدامة في المجالات المختلفة، والأخذ بالاعتبار مبادئ التنمية المستدامة، للأمم المتحدة حتى عام 2030، لاختبار القدرات المؤسسات العراقية الرسمية والمجتمعية للتفاعل مع وضع أصول نهج شامل لمستقبل التنمية المستدامة على وفق المعطيات الثقافية والاقتصادية والمعرفية للبيئية العراقية لتحقيق سلام مستدام، والانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة القائمة على القانون والمعرفة والارتقاء بالإنسان وعيا ومعرفةً، والتحول البنيوي المطلوب حتى تاخذ الاستجابة المجتمعية طريقها بناء مجتمع قوي ومعاف، قادراً على توظيف قدراته الطبيعية والاقتصادية والثقافية، بعد سلسلة من الازمات والاختناقات الاقتصادية والصراعات المحلية لتمكينه من تحويل الصراع إلى سلام مستدام وهو لا يتحقق الا ببناء الانسان المنتج المؤمن بالسلام والتعايش السلم،ي على وفق ركائز عدة أبرزها الحوكمة ونماذج التعليم والسياسات وتنمية رأس المال البشري والمناهج والبرامج والبيئة التعليمية والتدريبية والمشاركة الأسرية والمجتمعية وبناء بيئية نظيفة وغيرها.
لا شك أن التنمية المستدامة بصفتها منهجا متكاملا تشمل التعليم والصناعة والزراعة والبيئة والمساواة بين الجنسين، وغيرها من النشاطات التي يحتاجها المجتمع العراقي، بعد أزمات وحروب ومديونية خارجية ضخمة يعنيها اليوم، في جعل ذلك يحتاج إلى دراسات واسعة لكل المستويات، وايجاد السبل والاجراءات والآليات، لتحقيق نهضة تنموية يحتاجها الانسان العراقي اليوم.
إن منهج التنمية المستدامة في تحقيق سلم مجتمعي قائم على أساس إشباع الحاجات الإنسان الأساسية، يجعله أكثر ارتباطا بالأرض والوطن ويعتز بهويته الوطنية والثقافية، فلايمكن بناء سلام حقيقي دون أن يكون الإنسان، قد حقق اكتفاءً متكاملا في العمل والغذاء والسكن والمساواة. إن العلاقة بين التنمية المستدامة والمعرفة هي علاقة جدلية، لايمكن تحقيق تنمية ناجحة دون وجود معرفة علمية وتطبيقية، يمكن أن تكون مدخلها مفاهيم تعبر عن الواقع في المجال العلمي، وهو ما يحتاج إلى منهجية علمية لتحقيق التنمية بمستوياتها المختلفة من أجل تحقيق اهدافها الكلية لمجتمع يحتاج اليها أكثر من أي وقت مضى، وطالما كانت التنمية تقوم على اساس خطة متكاملة، اذن هي تعمل ضمن منهجية تعمل على تحقيق معدلات كبيرة في التغير الثقافي والاجتماعي، الذي يخلق بدوره وعيا مجتمعيا بمرمى التنمية وغايتها الانسانية، تحت ظروف صعبة يمر بها المجتمع، فضلا عن تزايد عدد السكان بشكل كبير، حتى تجاوز عدد السكان على وفق التقديرات الاحصائية الاربعين مليونا ومن المتوقع ان يزداد حتى يصل إلى الخمسين مليونا، ما يجعل ذلك يحتاج إلى بناء سلم مستدام وهذا لا يأتي الا باجراء التنمية يطريقة منهجية.