تزامنًا مع ذكرى تأسيسها.. {الصباح} تواصل مهنيّتها ورسالتها الإنسانيَّة

ريبورتاج 2024/05/19
...

  فجر محمد - بدور العامري


مع سقوط الصنم الدكتاتوري وخروج البلاد من النفق المظلم الذي عاشته، لأعوام طويلة انبثقت {الصباح}، لتكون لسان حال المواطن ومعبرة عن همومه فلم تثنِ لحظات الصراع التي اندلعت قبيل سقوط النظام المباد صحفيوها ومحرروها، عن البحث الحقيقي للحصول على المعلومة والخبر الحقيقي، وايصالها الى الناس بكل مصداقية، وشفافية واستمرت هذه المسيرة دون توقف.
وها هي {الصباح} تخطو بكل ثقة، ومهنية نحو عام جديد بجهود وعمل مستمر من العاملين فيها، من أجل مواصلة المسيرة الصحفية، والمهنية والتعبيرعن هموم الناس ومشكلاتهم.
رئيس الجامعة المستنصرية الدكتور حميد فاضل التميمي أشاد بدور "الصباح" قائلا: إن "ذكرى تأسيس جريدة "الصباح" هي مناسبة عزيزة ومهمة، خصوصا للدور الكبير الذي لعبته هذه الصحيفة طوال عقدين من الزمن بكل العاملين فيها، ودورهم الذي تجسد في الوقوف الى جانب قضايا الوطن، لاسيما المصيرية وفي اصعب الظروف، واحلكها خصوصا في فترات الارهاب الاعمى، الذي نال من الصحفيين الشيء الكثير، وفق تعبير رئيس الجامعة، وتزامن ذلك مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي، لذلك لطالما كانت "الصباح" نافذة حقيقية للمواطنين، يتعرفون من خلال كتابها ومراسليها الميدانيين والمحررين، على الاخبار الحقيقية دون رتوش وبكل مصداقية وحيادية.
 ويبيَّن التميمي، ان "الصباح تعرضت للعديد من الهجمات بفعل هذا الموقف الوطني، بهدف النيل منها ومن العاملين فيها، لكنها بقيت واستمرت بأقلامها وكتابها، الذين اصبحوا أكثر أمانة على الكلمة الصادقة والحقيقية، ولهذا نفتخر بها وبكل العاملين فيها"، لافتا الى أن "الصباح كانت وما زالت خير عون للمؤسسات العلمية خصوصا الجامعات، وعلى صعيد الجامعة المستنصرية، طرحت الكثير من الهموم والمشكلات التي تخص الجامعة، كما انها الصوت الذي ينقل الهموم والمعاناة، ولهذا نبارك لعامليها وكل من ساهم فيها، وكتب حرفا او كلمة او مقالا يخدم المواطنين".

بيت دافئ
يعبر مسؤول القسم السياسي في الصحيفة سعد تركي عن فرحته بحلول ذكرى تأسيس "الصباح"، ويشيد بدورها وتميزها من بين العديد من المطبوعات والصحف ويقول:" بعد تجربة عمل طويلة في عدد من الصحف، انتقلتُ للعمل في (الصباح) بعد عرض قدمه مدير التحرير السابق الأستاذ علي دنيف (رحمه الله). ومع أن العمل في (الصباح) كان التجربة الأصعب والأكثر مشقة واستنزافاً للوقت والجهد، إلاّ أنّ التعب والسهر والقلق يتبدد صباح كلّ يوم وتحلّ مكانه متعة كبيرة بتصفح ما أُنجز من مطبوع أنيق، أضحى الأول والأهم بين الصحف العراقية، وينافس على احتلال مكانته بين الصحف العربية والدولية. إن المتعة تتضاعف يومياً حين تجد ما نُشر في (الصباح) قد انتشر على المواقع الإلكترونية، والوكالات الإخبارية المحلية والعربية والدولية.
يختتم تركي حديثه: "عملتُ في صحف عديدة عملاً آلياً أعود في نهايته إلى البيت، لكن (الصباح) هي الاستثناء الأروع والأجمل، لأنها بيت دافئ وأسرة كبيرة يربط أفرادها هدف مشترك، هو أن تكون الصحيفة كل يوم أبهى وأجمل وأفضل من سابقه".

إخلاص وتفان
قدمت الباحثة بالشؤون النفسية والاجتماعية والاكاديمية الدكتورة ناز السندي، تهانيها لصحيفة "الصباح" في ذكرى تأسيسها، واصفة اياها بالقريبة من فئات المجتمع بأكمله، وتؤدي عملها بكل اخلاص وتفان، لما يتمتع العاملون فيها من اخلاص ومهنية في طرح المواضيع، خصوصا تلك التي تشغل المواطنين. كما لم يتوان محرروها على الخوض في المواضيع النفسية والتربوية والاجتماعية، التي لها اثر كبير في المجتمع كما اشارت السندي، وكم من تحقيق صحفي تناول مشكلات مجتمعية مهمة على سبيل المثال القضايا، التي تعنى بالمرأة وزيادة حالات الطلاق والتفكك الأسري، وفي الختام تمنَّت السندي لـ"الصباح" والعاملين فيها دوام التألق والنجاح المستمر.

مطبوعٌ متألق
مسؤول قسم الترجمة في الصحيفة مرتضى صلاح يتحدث عن اللحظات الاولى لخروج "الصباح" الى الناس لا سيما بعد خروج البلاد من نفق طويل ومظلم وعقود من زمن الدكتاتورية البغيضة، صدرت الصحيفة في بدايتها، وهي مطبوع جديد بصفحات قليلة، لتبشر العراقيين بالتغييرات الإيجابية، كما حرصت على مواكبة قضايا الوطن من شماله الى جنوبه، وعلى جميع الصفحات، ولقسم الترجمة مساهمة كبيرة في مواكبة هذا المولود الجديد للصحافة العراقية، بعيدا عن قيود الماضي، اذ حرص القسم على رفد الصحيفة بالتقارير المختلفة ولأقسامها كافة، واليوم أصبحت بحلة جديدة وصفحات متنوعة. وتابع مسؤول قسم الترجمة القول: "وبهذه المناسبة نرفع التحايا لاداراتنا السابقة واللاحقة، ولجميع الزملاء في بذلهم الجهود لتطوير هذا الصرح الصحفي الكبير".

اثراءٌ وتنوع
تصف محررة الدسك في القسم السياسي عذراء جمعة عملها في صاحبة الجلالة (الصباح) بأنه عشق متجدد وذلك لولعها بالعمل الصحفي، ولكون بداياتها الصحفية كانت في هذه المؤسسة، وما زلت مستمرة فيها، وتصف جمعة تنوع العمل في الصفحات المختلفة، بأنه اثراء وتنوع ويضيف للصحفي الخبرة في مجال التحرير وتعلم المهارات وبناء التقرير واختيار الفكرة، لا سيما العمل الميداني الذي له متعة التعرف على القضايا عن قرب، وخصوصا في معالجة تلك التي تهم المواطن، من خلال نشرها في صفحات متنوعة من بينها التحقيقات، مشيرة الى ان العمل لم يكن يخلو من الصعوبات ، خصوصا في بدايات انبثاق "الصباح" عندما لم يكن هناك استقرار بالوضع الامني والحرب الطائفية التي عصفت بالبلاد، وكل تلك الظروف العصيبة زادت من عزيمة جمعة في عملها، الذي كان يتسم بالخطورة. وكم من تحقيق صحفي ناقش قضايا وهموما تخص المواطنين ووجد صداه لدى الجهات المعنية، وتمت معالجة المشكلة. وتتابع جمعة قولها: "وعلاوة على ذلك، فان العمل بفريق واحد كان ممتعا لي مع بعض الزميلات والزملاء وخصوصا في الاحداث المتسارعة.

مصداقيَّة وحياديَّة
المحررة في القسم السياسي هدى العزاوي وصفت "الصباح" بأنها الصحيفة، التي تنقل الاحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل ما يهم المواطن بكل مصداقية وحيادية، فضلا عن طرحها مختلف المواضيع التي لها صلة وارتباط وثيق بهموم الناس، وتفتخر العزاوي بمسيرتها المهنية في الصحيفة، منذ أكثر من أحد عشر عاما، وتشيد بالدور الذي لعبته "الصباح" في تقديم العلماء والكتاب والادباء الذين لهم بصمة مهمة في المجتمع.

ثقافة الطفل
مسؤول ملحق شمس الصباح لؤي امين تحدث عن هذا المطبوع الذي يعنى بالاطفال قائلا: "استطاع ملحق شمس الصباح قبل تسعة عشر عاماً، وتحديداً في 13أيلول 2005 أن يكون رقماً صعباً في ثقافة الطفل العراقي بعد التغيير الذي حدث في البلاد، ففي وقت خلا فيه العراق من المطبوعات الاسبوعية الموجهة للأطفال، تمكن شمس الصباح من أن تكون المدخل الأول للولوج عبر الأبواب المؤدية إلى مجالات جديدة للتعلم، بعيداً عند المنهج التلقيني ورفد الطفل بالتعلم، عن طريق القصة والمعلومة المسلية التي تتسلل الى العقل بطريقة ممتعة.
موضحا أهمية إصدار ملحق متخصص بثقافة الطفل، يسهم ببناء شخصيته المستقبلية، وجعله عنصرا فاعلا ومنتجا في المجتمع، وايماناً من جريدة "الصباح" وشبكة الاعلام العراقي بأهمية بناء عراق جديد، يبدأ من الطفل بإبعاده عن فكر العسكرة والعنف والتأكيد على استعمال العقل، واعتماد الحوار السلمي في حل المشكلات، التي تواجه الأطفال في حياتهم، بدلا من استعمال العنف والقسوة، لذلك خرج "شمس الصباح" ووصل للصغار.

ذكرياتٌ وأمنيات
المحررة في قسم "اسرة ومجتمع" غيداء البياتي تحدثت عن العمل في اروقة الصباح قائلة: "منذ تأسيس جريدة "الصباح" وهي تتجاوز المحنة تلو الاخرى، وتحاول هذه الصحيفة الغراء أن ترتقي بشكل مميز في جميع النواحي وبكل صفحاتها الثقافية والفنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والرياضية، وحتى ملحقها للصغار "شمس الصباح"، فكانت بحجم الصعوبات التي تعرضت لها منذ التأسيس الأغر في العام ،2003 حيث القلق والخوف من الانفجارات التي توالت عليها. وتتابع البياتي الحديث:" تعرضنا للإصابة في تلك الهجمات لأكثر من مرة، كما قدمت الصباح عددا من الشهداء في فترات مختلفة، ولغاية الآن ما زال العاملون فيها يصارعون أمواج التقلبات الاجتماعية والتحولات السياسية، بغية ايصال المعلومة والحقائق لكل بيت عراقي عبر مراسليها ومحرريها ومدرائها وكل من تولى رئاستها، مضيفة "جميع العاملين في الصباح كانوا ولا يزالون يعملون كخلية نحل لجمع المعلومات، والاخبار لنقلها بحيادية للقارئ.

مجاهدون
يقول المحرر ذو الفقار يوسف مسؤول صفحة (ريبورتاج)، انه "ما زال القارئ العراقي يحاول التمسك بمفهوم القراءة الكلاسيكية، فالنكهة تختلف عما يراه في المنصات الالكترونية المتنوعة، وبالرغم من سهولة الوصول الى الأخيرة، الا أن جريدتنا (الصباح) أضحت منبرا متنوعا وسهلا لمتناول الجميع، فمنصاتها الالكترونية تنافس تلك التي وضعت لتحارب المطبوع".
يضيف يوسف انه "في عيد تأسيس صحيفتنا (الصباح) نجد أننا قد وضعنا في موقع المسؤولية لإكمال هذه المسيرة العظيمة من خلال توثيق الخبر، الأحداث والظواهر التي تهم الشارع العراقي أولا، وهذه المسؤولية لم تكن في احد الأيام سهلة في ظل تناقل الأخبار والبروباغندا المنتشرة عبر الانترنت، لذلك كان لا بد من ان ننهض بصحيفتنا وجمهورها العزيز لتتصدر مطبوعات عراقنا الحبيب".