شاهدٌ على ثورة شعب

آراء 2024/05/19
...

يونس جلوب العراف

لم تكن في التاريخ شواهد على الهمجية كتلك التي أظهرها الطاغية المقبور صدام في دفن العراقيين أحياء، لمجرد الشبهة والشك كما حدث في أيام الانتفاضة الشعبانية، التي وضعت ذلك الدكتاتور في الزاوية الحرجة من مربع الخوف الذي أصبح داخل أسواره مجبرا بعد الثورة العارمة ضده في آذار 1991 الذي سميت بالانتفاضة الشعبانيَّة، والتي كانت عنوانا الرفض الشعبي لحكمه، فلم يستطع إلا الهروب نحو حل جهنمي هو دفن الناس في مقابر جماعية.
المقابر الجماعية التي تم الكشف عنها في العراق أصبحت معروفة للعالمـ بعد أن أطاح غزو العراق عام 2003 بنظام الطاغية صدام وقد قدر الخبراء الدوليون أن 300 ألف ضحية، يمكن أن يكونوا في هذه المقابر الجماعية وحدها، لكن الذي ظهر بعد ذلك أن عدد الشهداء الذين لم يجدوا لهم أهلهم رفاتا أكثر من تلك المعلنة عراقيا ودوليا بعد حفر مقابر جماعية أخرى، وشملت رفات شهداء مسلمين شيعة وأكرادا وآشوريين مسيحيين قتلوا بسبب معارضتهم للنظام بين عامي1983و 1991 وهنا يمكن عد هذه المقابر دليل وشاهد على ثورة شعب حر.
إن كتبة التأريخ المزيف للطاغية المقبور حاولوا العبور على الحقيقة وأكدوا في كتاباتهم أن الطاغية لم يقتل هؤلاء الشهداء، لكن الحقيقة هي الشمس التي أشرقت على العالم، ففضحت المرتزقة الذين يغردون خارج سرب التاريخ الحقيقي المستند إلى الأدلة والبراهين، التي لا يمكن نكرانها من قبل الجميع.
إن المقابر الجماعية التي اكتشفت ليست كل المقابر فقبل ايام ورد خبر حول وجود حالة اشتباه بمكان، يعتقد أنه مقبرة جماعية تعود لشهداء من الانتفاضة الشعبانية ولاغرابة أن نرى مثل المقابر في البلاد، لكون الجميع قد اكتوى بنار الفقد بسبب الطغيان الصدامي، الذي يحاول البعض إعادة حكمه تحت عناوين جديدة بشعارات ديمقراطية، وهذا الأمر ليس مستبعدا في ظل وجود مؤشرات على ذلك، والأدلة ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن هيهات أن يصلوا إلى مبتغاهم ما دام الشرفاء في البلاد لديهم إرادة قادرة على رد كل من تسول له نفسه إعادة عجلة الزمن إلى الوراء.