الرداء الأسود

ولد وبنت 2024/05/27
...

 إعداد: شهد أحمد اللامي  

في عام 1791، وتحديداً في فرنسا كان أحد القضاة الفرنسيين جالساً في شرفة منزله يستنشق الهواء، وصدفة شاهد مشاجرة بين شخصين انتهت بقتل أحدهما بينما لاذ القاتل بالهرب.. فهرع أحد الأشخاص نحو مكان الجريمة وأخذ القتيل مسرعاً الى المستشفى غاية في إسعافه، ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة ومات فاتهمت الشرطة الشخص المنقذ رغم كونه بريئاً من هذه التهمة التي نسبت اليه. وللأسف فقد كان القاضي الذي شهد الواقعة بعينه هو الذي أصدر حكمه في القضية. إذ إن القانون الفرنسي لا يعترف إلا بالدلائل والقرائن الثبوتيّة ومن ثمّ فقد أصدر القاضي على الشخص البريء حكما بالإعدام على الرغم من أنه قد صادف أن شاهد الواقعة بعينيه ويدرك جيداً في أنه لم يكن القاتل، وبمرور الوقت والأيام ظل القاضي يؤنّب نفسه وضميره على هذا الخطأ الفادح، ولكي يشعر بالراحة من عذاب الضمير اعترف أمام الرأي العام بأنّه أخطأ في القضية وحكم على شخص بريء بالإعدام، فثار الرأي العام ضده واتهموه بأنّه فاقد للأمانة والضمير.  
وذات يوم أثناء النظر في إحدى القضايا وكان هذا القاضي هو نفسه رئيس المحكمة وقف أمامه محامٍ يترافع وهو يرتدي روبا أسود. فسأله القاضي: لماذا ترتدي الروب الأسود؟، أجابه المحامي: لكي أذكرك بما فعلت من قبل وحكمت ظلماً على شخص بريء بالإعدام. ومنذ تلك الواقعة أصبح الروب الأسود هو الزي الرسمي في مهنة المحاماة ومن فرنسا انتقل الى سائر دول
العالم.