ألف ليلة وليلة شرقيَّة بإضافات غربيَّة

ثقافة 2024/06/05
...

  محررو موقع بريتانيكا

  ترجمة: شيماء ميران

{الف ليلة وليلة}، هي مجموعة من قصص الشرق الاوسط والهند غير محددة التاريخ والتأليف. تروي حكايات علاء الدين وعلي بابا والسندباد، ورغم إضافة التعديلات الاوروبية عليها في القرن الثامن عشر لكنها أصبحت جزءاً من الفولكلور الغربي.

تدور أحداثها التي تشبه الكثير من الأدب الاوروبي في العصور الوسطى من حكايات خيالية ورومانسية وخرافية وأساطير وأمثال ومغامرات غريبة أو واقعية ضمن إطار القصص، وغالبا ما كان مسرح أحداثها هو آسيا الوسطى أو شبه جزر الهند والصين.

إذ يقتل الملك "شهريار" زوجته بعد أن يكتشف خيانتها المستمرة له في غيابه، فيكره جميع النساء ويتزوج الواحدة منهن ليلا ثم يقتلها في الصباح التالي. 

كان لوزيره ابنتان "شهرزاد" ودنيازاد". أصرت الكبرى "شهرزاد" على الزواج من الملك بعد أن ابتكرت خطة لانقاذ نفسها والأخريات، فبدأت تروي له كل مساء قصة ولا تكملها وتعده بإكمالها بحلول الليلة التالية. 

كانت تروي له القصص المسلية بأسلوب مشوق له لمعرفة النهاية، لدرجة إنه كان يؤجل إعدامها كل ليلة، حتى تخلى أخيرا عن خطته القاسية.

وعلى الرغم من أن أسماء الشخصيات الرئيسة إيرانية وأن النسبة الأكبر منها عربية، لكن إطار القصص قد يكون هنديا. 

إن تنوع الحكايات والمواقع الجغرافية ما بين الهند وايران والعراق ومصر وتركيا واليونان يستبعد ترجيح كون مؤلفها فردا واحدا، وما يؤكد ذلك هو الاسلوب وما تحتويه من ألفاظ عامية وأخطاء نحوية لا يرتكبها أي كاتب عربي محترف.

كانت أول اشارة معروفة للقصص تعود إلى القرن التاسع الميلادي. 

وذكرها لاحقا المؤرخ "المسعودي" عام 947 خلال مناقشة القصص الاسطورية الايرانية والهندية واليونانية باسم "هزار أفسانا الفارسي- ألف حكاية" والتي يطلق عليها الناس "ألف ليلة". 

وفي العام 987، أضاف "إبن النديم" إن "أبا عبد الله عبدوس الجهشياري" بدأ كتابة مجموعة من قصص شعبية عربية وايرانية ويونانية من ألف حكاية، لكنه توفى ولم يُتم كتابة إلا 480 قصة فقط.

من الواضح، أن تعبير "ألف قصة" أو "ألف وواحد" لم تشر بدقة إلى عدد كبير، إلا بعدما اُضيفت قصص أخرى لأجل تكوين العدد المقصود.

وبحلول القرن العشرين، اتفق المثقفون الغربيون على الرأي بأن "الليالي" هي عمل مركب يتكون من قصص شعبية نُقلت شفهيا وتطورت على امتداد عدة قرون، مع إضافات عشوائية في فترات وأماكن مختلفة.

يتميز العمل بعدة طبقات، بعضها تعود في أصلها إلى بغداد، وأخرى أكبر وأحدث، وتمت كتابتها في مصر، وقد نشرها إلى العلن "اوغست مولر" في العام 1887. 

ومع حلول منتصف القرن العشرين تم تصنيفها إلى ستة أشكال، وهي ترجمتان عربيتان تعود إلى القرن الثامن الميلادي تمثل أصل "هزار أفسانا" من الفارسية وتسمى "ألف خرافة وألف ليلة"، ونسخة من القرن التاسع مستندة إلى قصص "ألف ليلة" لكنها تضمنت قصصا أخرى كانت موجودة آنذاك، من عمل "الجهشياري" في القرن العاشر، وهناك مجموعة أخرى من القرن الثاني عشر تتضمن القصص المصرية، ثم النسخة النهائية التي امتدت إلى القرن السادس عشر مع إضافة قصص الحروب الصليبية وحكايات المغول في الشرق الاوسط. 

أما معظم القصص المعروفة في الغرب والتي تتحدث عن علاء الدين وعلي بابا والسندباد فهي اضافات لاحقة إلى المجموعة الاصلية.

كانت أول نسخة أوروبية مترجمة وأول طبعة منشورة على يد "أنطوان غالاند" تحت عنوان "ألف ليلة وليلة، حكايات عربية مترجمة إلى الفرنسية بواقع 12 مجلدا.

(طبعت عشر مجلدات منها في العام 1704 والمجلدان 11 و12 تمت طباعتهما في العام 1717). 

وكان النص الرئيس عبارة عن مخطوطة سورية مكونة من اربعة مجلدات. 

لكن المجلدات اللاحقة هي قصص من مصادر شفهية ومصادر أخرى. بقيت ترجمة غالاند هي الأساس المعتمد عليه حتى منتصف القرن التاسع عشر، إذ تمت إعادة ترجمة أجزاء منها إلى اللغة العربية. 

ثم ظهرت نسخة النص العربي المترجم الكامل لأول مرة في مدينة "كلكتا" الهندية. 

وكان مصدر معظم الترجمات اللاحقة هو نسخة النص الدارج باللغة العامية، وهو نسخة مصرية منقحة نشرتها مطبعة بولاق في القاهرة خلال العام 1835 ثم أعيد طباعتها مرات عدة.

ثم توالت الاضافات للإصدارات والطبعات الفرنسية والانكليزية لنسخة "غالاند" قصصا منقولة شفهيا أو من مخطوطات، ثم جمعها مع زملائه في طبعة "بريسلاو" (المجلد الخامس) وكانت بقلم "ماكسيميليان هابيشت". 

اتبعت الترجمات اللاحقة نسخة القاهرة لكن بدرجات متفاوتة من الاكتمال والدقة. وكانت أشهر ترجمات القرن التاسع عشر تعود إلى السير "ريتشارد بيرتون" الذي استخدم فيها ترجمة "جون باين" الكاملة لتقديم كتابه غير المنقح.. "ألف ليلة وليلة".


عن موقع بريتانيكا