بغداد: فرح الخفاف
تصوير: نهاد العزاوي
أظهرت صور حديثة التقطت مؤخراً لمدينة بغداد من الجو، تضاؤل المساحات الخضراء مقارنة بالسنوات الماضية، وبحسب خبراء ان أسباب هذا التراجع هي عمليات تجريف البساتين وتحويلها إلى مناطق سكنية. ويؤكد الخبير الزراعي حيدر فاضل أن {السنوات الأخيرة شهدت تجريف آلاف الدونمات الزراعية في أطراف بغداد، ما أثر بشكل كبير في الحالة الجوية وكمية انتاج المحاصيل الزراعية}.
وأضاف “بغداد حالياً تفتقر إلى المساحات الخضراء، وتشعر بأنها مدينة شاحبة اللون، وما زاد الطين بلة، بناء المجمعات الاستثمارية في وسطها بعد تجريف مساحات خضراء، كما حصل في مجمع الشعب، وعدم استثمار مطار المثنى سابقاً في انشاء حدائق ومتنزهات”.
وتابع فاضل: “يجب على الدولة التدخل، ومنع هذه الظاهرة السلبية، خاصة مع استمرار بيع الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مربعات سكنية”.
اقتلاع النخيل والأشجار
من جانبه، قال الخبير في زراعة النخيل علي الكريعاوي: “للأسف شهدت السنوات الأخيرة اقتلاع عشرات الآلاف من النخيل في بساتين جرفت وحولت إلى احياء سكنية من دون محاسبة او
مراقبة».
وأضاف ان “مناطق كالكريعات وبوب الشام والراشدية وقرية الانتصار وكميرة والكاظمية والتاجي وغيرها، شهدت عمليات جرف كارثية وسط صمت الجهات الرقابية».
ودعا إلى انقاذ ما تبقى قبل ان تتحول بغداد وأطرافها إلى مدينة تفتقر للمناطق الخضراء بشكل كامل.
خططٌ ستراتيجيَّةٌ رصينة
ويعدّ التصحر أحد أبرز أسباب ارتفاع درجات الحرارة وهبوب العواصف الترابية، التي تواصل ضرب العراق منذ نحو عقدين من الزمن، إذ نبه رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، مؤخراً، إلى حاجة العراق لخطط ستراتيجية رصينة من أجل مكافحة التصحر.
وتقدر احصاءات الأمم المتحدة، إن العراق يفقد نحو 100 ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة سنويا، نتيجة التغير المناخي الذي حدث عالميا والعراق ضمنه، لذلك أطلقت عدة فعاليات حكومية ودينية ومنظمات ونشطاء حملات للتشجير، ويقول رائد العامري بخصوص ذلك: ان “هذه الحملات تعد مهمة، ويجب مع ارتفاع وتيرة هذه الحملات إيقاف عمليات التجريف».
تكثيف حملات التشجير
وأضاف ان “بغداد والمدن الأخرى بحاجة إلى تكثيف حملات التشجير، فبدلاً من استمرار بناء المولات والمجمعات التي أدت إلى اختناق بغداد، يجب تكثيف زراعة الأشجار، وفرض قوانين بأن تكون 30 بالمئة من مساحة المجمع او المنزل مخصصة للزراعة».
كما أشار إلى ضرورة زراعة الجزرات الوسطية في الشوارع والخطوط العامة والسريعة، مبينا أن مشروع قناة الجيش اعتمد زراعة الثيل وترك التشجير او كانت نسبته ضئيلة،
وهذا أحد أخطاء المشروع، داعياً إلى انشاء غابات في الأطراف من أجل تحسين الطقس ومكافحة التصحر، وتكون مكاناً ترفيهياً للأسر
العراقية.
وأعلنت أمانة بغداد مؤخراً، انها قاربت من توقيع العقد الاستثماري مع الجهة المنفذة لتحويل معسكر الرشيد إلى منطقة غابات مستدامة.
التحوّل لمساحات خضراء
وكان مجلس الوزراء قد أصدر قراراً في 18 نيسان 2023 بتحويل أرض معسكر الرشيد في بغداد إلى مساحات خضراء.
ونص قرار المجلس على أن تتولى أمانة بغداد إحالة التصاميم والمخططات الخاصة بالمشروع إلى شركة استشارية، لأغراض التصاميم ووضع المخططات الرئيسة وعرضها على رئيس مجلس الوزراء للمصادقة، ومن ثم الإحالة لغرض التنفيذ، بإشراف مكتب رئيس مجلس الوزراء.