وصلت صفحة “الباب المفتوح” رسالة من أحد المواطنين إلى الجهات المعنية، يشكو فيها من ظاهرة تحرك الآليات الثقيلة بحرية في شوارع العاصمة بغداد.
قال فيها (عزيزي محرر صفحة “الباب المفتوح” في جريدة “الصباح”، ترددت كثيراً قبل ان أكتب اليك عن ظاهرة أخذت وضعها في شوارعنا واستتب لها الحال، حتى لم تعد تثير انتباهاً رغم غرابتها ورغم كل ما يمكن ان تتسبب به من أضرار وخطر.
الظاهرة التي أعنيها هي تحرك الآليات الهندسية الثقيلة بكل حرية من دون قيود في شوارع المدينة وفي أرقى احيائها، لا محمولة على متن ناقلات كما يفترض بها، بل تسير على أرض الشارع بنفسها! بحديدها ومخالبها وكلاليبها وأطنان حديدها الساحقة، بين السيارات العائلية الهشة الصغيرة، وحوش من حديد تسابق وتضايق وتحشر نفسها بين السيارات وتزاحم في كثير من الأحيان، يقودها شبان صغار لا تلوح على سيماهم او طريقة سلوكهم دلالات الشعور بالمسؤولية ازاء السلامة العامة، أو الإحساس بالخطر الذي تمثله آلياتهم على السيارات الصغيرة او السابلة في الشارع.
هل تراني بحاجة لأن أدعوك إلى تصور ما يمكن أن يحدث حين تقتحم “كيلة الشفل” أبواب سيارة عائلية، او حتى لو شاء مجرد دعكها بإطاره الضخم وهو في اندفاعه؟ لا ريب أن الأحداث من بعد ذلك ستتجه نحو تحديد الطرف المقصر وتبقى تدور ضمن تلك الدائرة، سيقول سائق “الشفل” إن سائق السيارة هو الذي استدار بدون إعطاء إشارة أو توقف بشكل مفاجئ (لذا حق عليه ما وقع له من تدمير سيارته وتهديد سلامته وربما حتى حياته)، لكن السؤال الحقيقي هو: كيف سمح لهذه الآلية الخطيرة أن تسرح بحرية وانطلاق هكذا بين السيارات العائلية وسيارات النقل العام؟ أليس المفروض بهذه الآليات ألا تطلق وتتحرك إلا في مواقع العمل بعد نقلها اليها محمولة على ناقلات، ثم تنصرف منها وهي محمولة على ناقلات أيضاً؟
عزيزي المحرر لا أريد الافاضة في هذا الموضوع، بل حتى لا أدري إن كانت هناك جدوى من طرحه، لأن الظاهرة أوضح حتى من أن يشار إليها، فلست الوحيد الذي يملك عينين أو الوحيد الذي يشعر بالمسؤولية ازاء سلامة أهله وجيرانه وأحبته، الظاهرة تأخذ مجراها وتستتب منذ سنوات غير قليلة تحت سمع وبصر المعنيين من دون ان تقرع عند أحد أجراس الخطر).