أ.د.جاسم يونس الحريري
وفقا لقرار مجلس الوزراء العراقي، في 7 نيسان 2024، تقرر استقبال الجرحى من غزة لتقديم العلاج لهم في المستشفيات الحكومية والأهلية. وأكد صالح الحسناوي وزير الصحة العراقي الاستعداد التام لاستقبال الجرحى الفلسطينيين في المؤسسات العراقية الحكومية أو المستشفيات الخاصة. وقال الحسناوي،إن «الوزارة وضمن قرار مجلس الوزراء وتوجيهاته، على استعداد تام لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، سواء في مؤسساتنا الحكومية أو المستشفيات الخاصة». ووجه وزير الصحة، في وقت سابق، بمتابعة الاستعدادات لاستقبال جرحى الشعب الفلسطيني من قطاع غزة تطبيقاً لقرارات مجلس الوزراء. وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر إنه «تنفيذا لقرارات مجلس الوزراء، وجه وزير الصحة صالح الحسناوي بمتابعة الاستعدادات لاستقبال الجرحى الفلسطينيين الأبطال من قطاع غزة وبأي عدد متاح وتقديم كل الخدمات الصحية لهم من الخدمات العلاجية والتأهيلية والمتطلبات كافة”.
وأضاف، أن «وزارة الصحة تؤكد استعداد المؤسسات الحكومية والخاصة كذلك للتعامل مع أي عدد متاح مع تقديم كل الخدمات الصحية لهم إلى حين تماثلهم للشفاء التام» ووفقا لذلك استقبل العراق يوم الأربعاء الموافق 22/5/ 2024في مطار بغداد الدولي الدفعة الأولى من الجرحى الفلسطينيين في غزة ترافقهم حالات من المرضى من ذوي الحالات المستعصية، لعلاجهم. وقال وكيل وزارة الصحة هاني العقابي إنه «بتكليف من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وبإشراف وزير الصحة صالح الحسناوي استقبلنا مجموعة من 27 جريحا من أهالي غزة/ بينهم مصابون ببعض الأمراض المستعصية». وأضاف أنها «الوجبة الأولى وتضم عددا من الأطفال والنساء وكبار السن مع مرافقيهم البالغ عددهم 42». وصرح بأن «هنالك عددا من الجرحى من ذوي الحالات الخطيرة ضمن الوجبة وسوف يتم علاج جميع الجرحى بمدينة الطب في العاصمة بغداد». وأفاد هاني العقابي بأن «وزارة الصحة هيأت جميع المستلزمات من نقل واستقبال وتوفير الكوادر الطبية تلبية لتوجيهات رئيس الوزراء، الذي أمر بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية والمواد الغذائية للشعب الفلسطيني». وأكد وكيل وزارة الصحة أن هذه الدفعة لن تكون الأخيرة وستتبعها جولات لاحقة تباعا.
تحليل واستنتاج:
1 - بينما يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين المحتلة، ويفرض حصارا على المياه والكهرباء والوقود، تتواصل المسيرات الشعبية في العراق المؤيدة لعمليات المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، بعدما أعلن العراق عن تضامنه وتأييده الكامل للمقاومة الفلسطينية ضد ذلك الكيان المحتل، على المستويين الرسمي والشعبي. وشهدت مناطق مختلفة في العاصمة بغداد، خروج مسيرات جماهيرية مؤيدة لعملية «طوفان الأقصى»، وأظهرت مقاطع مرئية وصور المواطنين العراقيين، وهم ينظمون المسيرات داخل المدن العراقية رافعين الأعلام الفلسطينية، معبّرين عن استعدادهم لمؤازرة المقاتلين الفلسطينيين، وتقديم كل أشكال الدعم والإسناد لهم في حربهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
2 - عدّت الحكومة العراقية العمليات العسكرية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد الكيان الصهيوني، نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، منذ عهود مضت على يد الاحتلال الإسرائيلي.
3.- نشطت الدبلوماسية العراقية منذ بدء عملية طوفان الأقصى في تأكيد الموقف العراقي الراسخ في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الموقف الشعبي الذي تجلى في التظاهرات التي دعت إليها فعاليات شعبية وسياسية.
4 - يجب أن لا نستغرب من الموقف العراقي الرسمي والشعبي إزاء العدوان الصهيوني الوحشي على الشعب الفلسطيني في عملية طوفان الاقصى من أكثر المواقف العربية تأييدًا للشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال الصهيوني، إن لم يكن أكثر المواقف تأييدًا على مستوى الدول العربية على الاطلاق.
5.- إن موقف العراق الراسخ المؤيد للشعب العربي الفلسطيني في طوفان الاقصى، لا يكمن من باب العواطف أو الغلو أو المزايدات السياسية، لكن الواقع السياسي الذي تعيشه الدول العربية يختلف من دولة إلى أخرى، وهذا التباين في المواقف الداخلية لكل دولة يجعلها تتفاوت في قوة التأييد والتعاطف والوقوف مع الشعب الفلسطيني، أو ضده احيانًا.
6 - أغلب الدول العربية (الأنظمة) نراها مطبعة مع الكيان الإسرائيلي، وتربطها علاقات سياسية وأمنية كبيرة، فهي متعاطفة ومؤيدة للكيان الصهيوني أكثر من وقوفها مع أبناء غزة وضحاياها وشهدائها. بينما شعوب هذه الدول تشعر بآلام الشعب الفلسطيني، وتستشعر حجم المجازر المروعة التي يمر بها أطفال ونساء وشيوخ هذا القطاع المجاهد وهو يتعرض إلى إبادة بشرية قل نظيرها. العراق يختلف عن تلك الدول العربية، فهو رغم تنوع تشكيلته السياسية وتوجهاته العقائدية والحزبية، إلا أنه كان منسجمًا تمامًا سياسيًا ودينيًا وشعبيًا في دعم الشعب العربي الفلسطيني.