بشير خزعل
رؤية العراق ان يجمع جميع الأطراف، التي كانت أو تريد ان تصفي حساباتها على أرضه في مشروع يضخ الاموال بدل السلاح، هي فكرة عبقرية لمشروع سيوفر عند تنفيذه دخلاً قومياً مستداماً و قرابة 6 ملايين فرصة عمل، وتجنيب البلاد فداحة ضرر الحروب وآثارها المدمرة، فكرة المشروع الذي أخذ طريقه للتنفيذ أصبح محط اهتمام الكثير من الدول العالمية، والشركات والمستثمرين والبنوك، الذين اصبحوا على تواصل مع مؤسسات الدولة العراقية بشكل يومي تقريبا لاجل الاستيضاح عن الفكرة واستقطاب الاستثمارات المطلوبة من قبل هذه الجهات، فيما اذا تحقق المشروع فسيشكل قيمة اقتصادية عالية ترتفع بمستوى المعيشة للبلد والمنطقة باسرها، وهو الأمر الذي أدى إلى تشكيل هيئة لاقتصاد مستدام، بدلاً من تلك التي يمكن أن تدير حروباً مستدامة لاسيما في موقع جغرافي مهم هو الأقوى والأقصر والأكثر فاعلية وديمومة والأسهل للربط بين الشرق والغرب من ميناء الفاو وصولا إلى أوروبا عبر الاراضي التركية، هذا المشروع تطور من استخدام خط دولي للنقل فقط إلى انشاء مدن صناعية واستخدامها للتجارة والاستثمار والعمالة والسكن والزراعة، كما أن بناء مدينة الفاو الاقتصادية على مساحة طولها 52 كم بين ميناءي الفاو وأم قصر، تشمل أحد عشر عنصراً منها اقتصادي وصناعي وتجاري واستثماري وزراعي وجامعة وأماكن سياحية، ومطار مخصص للشحن الجوي، ومصانع البتروكيمياويات والمواد الإنشائية والتقنية وشركات تتعامل مع مسرّعات الطاقة، مثل هكذا مشروع ضخم تتنوع فيه الفعاليات الموجودة، التي تشكل نواة لاستثمار صناعي تجاري اقتصادي عالمي يتوزع بين جميع أنحاء العراق، تتضح ضخامة ستراتيجية عملاقة يقدم عليها العراق كدولة تحسب لها دول الاقليم والعالم ألف حساب، من اجل الحفاظ على امن هذا المشروع، فالحرب هي في اصلها حرب اقتصاد ومصالح، وأينما تكن مصالح تلك دول، فإنها تسعى إلى أمنها والحفاظ على استقرارها وإبعاد جميع انواع الضرر عنها، بفضل هكذا تخطيط وفكر اقتصادي متطور ستطراء تخصصات جديدة على الساحة العراقية في مجال التعليم، وسيكون هذا المشروع مركزاً للكابل الضوئي الآسيوي، الذي يسمح للعراق بالاستفادة من خدماته مجاناً وتقليل امتداده من 8 آلاف كيلو متر إلى 3 آلاف كيلو متر فقط، فضلاً عن استغلال الصحراء التي تصل فيها كمية الشمس إلى 16 ساعة يوميا، كما سيتم من خلال هذا الطريق تشغيل قطار بسرعة 300 كم بالساعة، ليصل إلى العاصمة الهولندية أمستردام في 18 ساعة، فضلاً عن الطريق البري الذي ستكون فيه السرع عالية جداً وعلى 3 مسارات قيادة، وهناك إمكانية لتطويره إلى 4 مسارات للشاحنات، والتي تسمح لها بالتنقل بين المحافظات أو إلى خارج العراق، فقط بمثل هكذا مشاريع عملاقة يمكن ان نتحدث عن مستقبل دولة ومستقبل اجيال قادمة يمكن ان تفتح امامها فرص واعدة في حياة آمنة ومزدهرة.