كاظم الحسن
أثارت تصريحات بوتين، عن اعتزام روسيا اجراء مناورات نووية عن قريب، الكثير من الجدل والمخاوف والتساؤل، بشأن الرسائل الخفية، التي يريد توصيلها إلى الغرب وهي سابقة خطيرة، لم تحدث من قبل.
استفزازات الغرب المستمرة لروسيا، قد تدفعها إلى مثل هكذا ردود افعال خطرة على السلام والأمن العالميين، ومنها محاولات من قبل بريطانيا وفرنسا بالموافقة على استخدام اسلحة الطرفين، ليس للدفاع عن أوكرانيا فحسب، بل ضرب عمق روسيا وعدت الاخيرة ان هذه الخطوة تصعيدة واستفزازية وربما يعقبها ارسال قوات عسكرية من الطرفين، رغم ان الولايات المتحدة، لم تتخذ ذات الموقف وقد تكون استشعرت هذا الخطر ويبدو ان التأني والتريث من قبل موسكو، في انتظار ضغط واشنطن على الدولتين لثنيهما عن هذا المسعى التصعيدي، الذي يؤجج ويوسع من دائرة الصراع في عالم، تكثر فيه النزاعات العسكرية، يصب في هذا الاتجاه.
ومن المعروف ان العقيدة العسكرية الروسية تضع أربعة سيناريوهات،عندها ستلجأ روسيا الى استخدام سلاح نووي وهي :
1 - تلقيها معلومات مؤكدة عن ضربة صاروخية وشيكة ضد أراضيها أو ضد حلفائها.
2 - استخدام دولة ما السلاح النووي أوسلاح دمار شامل آخر ضد الأراضي الروسية.
3 – أي هجوم ضد القوات النووية الروسية قد يعطلها أو يعيق عملها.
4 - هجوم بأسلحة تقليدية يهدد بقاء الدولة الروسية».
وكانت روسيا قد اعلنت الأسبوع الماضي،»أنها بدأت تدريبات لزيادة جاهزية أسلحتها النووية التكتيكية في المنطقة العسكرية الجنوبية، أي الأجزاء المتاخمة لأوكرانيا ما جعل هذه التدريبات تبدو وكأنها تهديد جديد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
التهديدات النووية بين الغرب وروسيا، ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى مطلع ستينات القرن الماضي، في عهد كندي وخروشوف عندما نقلت روسيا اسلحة نووية، إلى كوبا وتسببت بازمة عالمية.
وبدأت الازمة تحديدا في 8 اكتوبر 1962، ووصلت ذروتها 14 اكتوبر عندما أظهرت صور استطلاع التقطت من طائرة التجسس الأميركية لوكهيد - 2 عن وجود قواعد صواريخ سوفيتية نووية تحت الانشاء في كوبا عن طريق الجو والبحر، ثم استقر الرأي بعمل حظر عليها.
وتقارن ازمة الصواريخ كواحدة من اشد المواجهات خلال الحرب الباردة.
وأعتقد أن هذه المواجهات، تندرج ضمن الضغوط والتهديدات، لكسب تنازلات سياسية وهي معروفة لدى الطرفين، ولذا لا تؤخذ كحقيقة جدية يمكن اختبارها على ارض الواقع، ويمكن اعتبار ذلك كمناورات سياسية ليس أكثر، ولكن رغم ذلك لا بد من الحذر في التعامل مع دكتاتور مثل بوتين.