سفراءُ الشبابِ.. برنامجٌ واعدٌ لصناعةِ جيلٍ قائد
رحيم رزاق الجبوري
مما لا شك فيه أن شريحة الشباب تعد من الركائز المهمة لأي بلد وعماده الرئيس، بل هي السر الحقيقي لنهضته وتطلعاته، وعليه تعول الدول والشعوب على هذه الشريحة في بناء حاضرها ومستقبلها؛ كونهم يساهمون مساهمة فعالة في تنمية وتطوير المجتمع في شتى المجالات عطفا على الخصائص والسمات الأساسية التي يحملونها متمثلة بالقوة والعزيمة والحيوية والإرادة الصلبة، فضلا عن الطاقة والطموح والقدرة على التحمل والإنتاج والسعي وراء الهدف المنشود والسامي.
فالشباب هم قوة اجتماعية هائلة وجبارة، وروح المبادرة والحماس وشغف المنافسة الشريفة في الإبداع والابتكار وحب التعلم متأصلة في نفوسهم وعقليتهم، ولهذا وضعت الحكومة العراقية في أولوياتها دعم الشباب وتحفيزهم على الإبداع والابتكار والتواصل من خلال برنامجها الحكومي وإتاحة الفرصة والمجال لهم للمشاركة في صناعة القرار، دعما ومساندة لها ولبرنامجها الحكومي الخدمي والتنموي، وهذا ما تم فعله، حيث أطلق (المجلس الأعلى للشباب)، برنامج سفراء الشباب، برعاية رئيس مجلس الوزراء، المهندس محمد شياع السوداني، وهو مشروع جديد وفريد وحيوي فيه الكثير من المزايا والنشاطات والفعاليات التي تنمي وتساعد الشباب وتحفزهم على إظهار قدراتهم ومهاراتهم العلمية والفكرية وفي شتى المجالات، ليساهموا في بناء وطنهم ويكونوا شركاء حقيقيين في نجاح ما تسعى إليه الحكومة من تنمية مستدامة على جميع الأصعدة في بلادنا الحبيبة.
صناعة قادة
يقول سجاد إبراهيم نعمة (مهندس تقنيات أجهزة طبية، وأحد السفراء الشباب من محافظة بغداد) إن: "أهمية المشروع تكمن في صناعة قادة ميدانيين من الشباب لخلق بيئة تواصل فعالة بين الحكومة المركزية وفئة الشباب وإيصال أفكارهم ومشاكلهم ومقترحاتهم، وأيضا دعمهم لبناء قدرات وطنية شابة قادرة على مساندة الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي الوطني".
محاربة الآفات الدخيلة
ويضيف: "الذي دعاني وحفزني للانضمام إلى هذا المشروع، هو خدمة الصالح العام، ولتضافر الجهود الذاتية والتطوعية لتوعية وحماية الشباب العراقي من الآفات الدخيلة على المجتمع العراقي، وأهمها: المخدرات وآثارها السلبية على شريحة الشباب، ومعالجة ظاهرة المثلية للذكور والإناث وانتشارها بشكل ملحوظ من خلال غزو الثقافات الغربية المختلفة ودخولها إلى ثقافتنا الرصينة، إضافة إلى الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا من قبل الفئات العمرية الشابة".
خطط تنموية
ويكمل، نعمة بالقول: "الشباب هم الطاقة البشرية الكامنة وشريان الأمة النابض بالحيوية وأمل الشعوب في تغيير الواقع نحو مستقبل أفضل، والتي يقع على عاتقها النهوض في تنفيذ الخطط التنموية للبلاد، وأبرزها:
1 - تنمية ودعم ومساندة وتفعيل القطاع الخاص ووضع خطط تنموية شاملة ذات فاعلية وفائدة اقتصادية، وجعل القطاع الخاص قائدا وعاملا مساعدا للنهوض في عملية التنمية الصناعية والعمل على وضع خطط لاستقطاب إعداد من الخريجين الشباب من المعاهد الفنية والجامعات العلمية والاستفادة من خبراتهم الأكاديمية وتأهيلهم مهنيا، وتشغيلهم في سوق العمل مما يجعل من القطاع الخاص يشارك مشاركة فعلية في تحقيق التنمية المستدامة للبلد ويدعم خطط الشباب للنهوض بالاقتصاد العراقي في المشاريع الصناعية الرائدة للبلاد.
2 - السعي لإنشاء مراكز حديثة للرعاية الاجتماعية والتأهيلية للشباب وتجهيزها بأدوات متطورة لمعالجة الحالات المختلفة وكذلك رعاية الصحة النفسية والعقلية التي عانت من العنف والإرهاب.
3 - مساعدة أبناء الشهداء والمهجرين من خلال برامج مخصصة في الدراسة والعمل.
4 - تكافؤ الفرص بين الشباب في الدراسة والعمل.
5 - تعزيز ثقافة العمل التطوعي ومساعدة الآخرين من خلال المنظمات الشبابية التطوعية الواعية.
6 - الاستفادة من تجارب الشعوب المتقدمة في كيفية احتواء العولمة والتعامل معها بشكل إيجابي.
7 -التسامح ونبذ الطائفية والعنصرية وغرس ثقافة المحبة والسلام بين الشباب وقبول الأخر".
حلقة وصل
بدوره يرى عمار ياسر مالك (سفير الشباب ومدير فريق عراقيون للتوعية، ويحمل شهادة البكالوريوس في اللغة التركية) أن: "البرنامج هو حلقة وصل بين الشباب وأصحاب القرار في الحكومة المركزية. وأيضا هو تعزيز الثقة لدى الشباب بأن هناك دولة مهتمة بهم وتستمع إلى المشاكل التي يعانون منها، إضافة إلى الاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية وفي جميع المجالات، وكيف يمكن تطبيقها على أرض الواقع".
التوعية والإرشاد
ويضيف، ياسر: "طموحي أن أخدم الشباب والمجتمع قدر المستطاع من خلال برنامجي الذي قدمته إلى المجلس الأعلى للشباب. والبرنامج باسم (فريق عراقيون لتوعية من الظواهر السلبية في مجتمعنا)، ومن أهم هذه الظواهر (المخدرات والانتحار والطائفية والتطرف والإرهاب والمثلية والابتزاز الإلكتروني وغير الإلكتروني وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وقلة الوعي في الانتماء والحب للوطن) وطموحي أن أصل إلى أعلى مرتبة في هذا المحفل المهم في أفكاره وبرامجه وتطلعاته".
برامج واعدة
ويتابع: "سيطلق المشروع في الأيام القريبة المقبلة عدة برامج تخدم الشاب العراقي والمجتمع. خدمية أو توعوية. وأيضا سوف يتم إطلاق منصة أفكار الشباب ومنصة عين الشباب. كما تم إطلاق برنامج (مبادرة ريادة)، لدعم مشاريع الشباب عن طريق القروض بالتقسيط البسيط جدا. وأيضا قام المجلس الأعلى للشباب بإطلاق المسابقة الوطنية لدعم الأفكار والمشاريع والبرامج الشبابية من خلال اختيار 100 برنامج شبابي، لتقديم منحة مالية بمقدار 5- 50 مليون دينار عراقي وحسب متطلبات البرامج".
رؤية مستقبلية
ويختم، بالقول: إن "برنامج سفراء الشباب مهم جدا للشباب لطرح أفكارهم ومقترحاتهم وحل مشاكلهم. لذلك ندعو أي شاب عراقي لدية فكرة أو برنامج أو مشروع في جميع المجالات يمكنه التوصل معنا. وأنا كسفير للشباب أريد أن أرى الشاب العراقي واعيا ومسؤولا ومثقفا ومدركا بما يحصل من حوله، ويكون ملما بكل شيء".
سماتٌ كبيرة
فيما يذكر أحمد السلمان الحمداني (عضو سفراء الشباب) أن "تمثيل الشباب وتكوين حلقة وصل ما بين فئة الشباب في المجتمع وجهات صناع القرار هو أبرز سمات هذا البرنامج، حيث يهدف هذا المنطلق على تأهيل 5000 شاب كقائد تنمية شبابية مجتمعية فعالة. وسيتم اعتماد السفراء كمدربين يقع على عاتقهم تنمية وتدريب وتأهيل الشباب في المجتمع. ويكونوا دليلين ومرشدين وناشرين وموجهين في المجتمع تجاه البرامج الحكومية وكيفية الاستفادة منها باتجاه القضايا الشبابية والوطنية نحو الإيجاب، فضلا عن توطيد العلاقة بين الشباب وتبادل الخبرات والتعارف فيما بينهم".
مهام السفير
ويضيف، السلمان: أن "أبرز مهام السفير تتلخص بالآتي: تمثيل الشباب حيث يعتبر الفرد الواحد من الشباب ممثلا عن مجموعة كبيرة من الشباب أمام جهات صناع القرار والجهات المعنية ويعمل على إيصال أصواتهم ومقترحاتهم وأفكارهم وشكواهم، إضافة إلى تطوير قابلياته وقدرته الذاتية، وإعداده ليكون قائدا في توعية المجتمع ومرشدا لتوجيه الشباب وحثهم على تقديم كل ما فيه صلاح وخير للمجتمع".
آفاق واعدة
ويختم، السلمان بقوله: "لشغفنا وحبنا الكبيرين في ممارسة دورنا الحيوي في بناء المجتمع؛ كنا مواظبين ومشاركين في إبداء الرأي، ونسهم في إيصال أفكارنا أمام الجهات المختصة لمناقشتها والاتفاق على تنفيذها؛ حتى أن أطلق المجلس الأعلى للشباب هذه المبادرة التي أحدثت صدى واسعا، وباتت حديث المجتمع والتجمعات الشبابية من خلال ما تحمله من مضامين تنموية تدعم الشباب العراقي. وطموحي كسفير أمثل شريحة من الشباب بأن أستعرض كل ما تم دراسته ومناقشته مع أصحاب الاختصاص وأبرز المعضلات والمعوقات التي تواجه الشباب والمجتمع وإيجاد الحلول لكليهما خدمة للصالح العام. علما أن هذا المشروع أعطى لكل مجتهد نصيبه حيث احتضن الشبان الكفوئين، ممن يمتلكون أفكارا جديدة وفريدة من نوعها، تعزز ثقة الشباب بالحكومة وتكون حلقة وصل مباشرة معها؛ لذلك سوف يكون النتاج مثمرا وطيبا بالتعاون بين سفراء المجتمع وصناع القرار".
برنامج وطني
ومن الجدير بالذكر أن برنامج (سفير الشباب) هو برنامج وطني شبابي تطوعي يهدف إلى اختيار وتسمية (5000) شاب تحت عنوان (سفير الشباب) يمثلون الشباب أمام الحكومة والجهات المعنية مما يخلق آلية تواصل واتصال مع الشباب واسعة وفعالة، ومن جهة أخرى تعمل الحكومة على تدريبهم وتأهيلهم ليكونوا قادة ميدانين تنمويين يعملون على خدمة الشباب والمجتمع وبث السلوكيات الإيجابية فيه. حيث انطلق البرنامج الوطني الشبابي التطوعي الكبير، واختتمت فيه مرحلة الفرز والاختيار، وشارك فيه ما يقارب (27) لجنة، تضم (150) شابا وأكثر على مستوى (18) محافظة لفرز واختيار (5000) شاب من أصل (34.000) شاب متقدم، في مرحلة استمرت لما يقارب (4) أشهر لاختيار الطاقات الشبابية والعناصر النوعية ليكونوا قادة هذا الجيل، وعناصر كفوءة لبناء الوطن، وسواعد واعدة تخدم الشباب والمجتمع وتسهم في نهضته وتطوره.