القاضي والمحامي الذّكي

ولد وبنت 2024/06/10
...

 إعداد: الحقوقية شهد أحمد اللامي

حادثة تدور بين أحد المحامين الذي حاول جاهدا أن يخرج موكله المتهم بقضية سرقة من السجن عن طريق الحصول على حكم البراءة له استخدم ذكاءه وتفكيره في اللجوء لحيل لاتنكشف الا بعد نطق القاضي بالحكم حتى ان القاضي كان يظن نفسه فطنا لكن المحامي استطاع اقتناص حكم البراءة منه فصارت هذه القضية قصة طريفة تتداول بين القضاة كدليل على تلاعب بعض المحامين بالألفاظ.
من المذنب ياسيدي؟
وقف المحامي في ساحة المحكمة يستعرض القضية التي وكل للدفاع فيها وكانت هذه القضية هي قضية سرقة وكانت علامات الشر واضحة بالمتهم مما يوحي بأنه فعل سارق كما أن كان هناك شهود عن الواقعة شاهدوا المتهم وهو يسرق صندوقا من أحد الشرف وبعد دراسة طويلة لهذه القضية قرر المحامي بأن يتخذ اسلوبا جديدا يستطيع به الحصول على حكم البراءة لموكله السارق بدا المحامي بالمرافعة :
“ياحضرات القضاة أن موكلي لم يقم بارتكاب تلك الجريمة كما تظن هيأة المحكمة ولكن كل ما هنالك انه كان مارا بتلك الشرفة المطلة على الطريق فما كان من يده اليمنى إلى أن امتدت إلى الصندوق الذي كان بها وأخذته وهنا اندهش القاضي للطريقة التي يعرض بها المحامي قضية موكله وكيف يعترف بأنه سرق الصندوق فقرر الانتظار حتى يكمل المحامي مرافعته وهو يشعر بأن الأمر حيلة، اكمل المحامي مرافعته قائلا:
ومما لاشك أن توافقني ياسيدي القاضي على ان اليد اليمنى سوى عضو من الاعضاء الكثيرة فهل من العدالة أن تؤخذ جميع الأعضاء جريمة عضو واحد منهما وهنا ضحك القاضي فقد شعر بأن المحامي يمازحه او إصابته لوثة في عقله فقرر ان يجاري المحامي الذي نظر لموكله وهو بكامل ثقته فسايره القاضي في دفاعه إلى آخر المحاكمة وان يشعره أنه أفلح بالدفاع عن موكله فقال له القاضي:
 إن حجتك ياحضرة المحامي منطقية جدا ولا يوجد فيها أي جدال ونحن لا نرى ذلك من العدالة ابدا ولذلك قضت المحكمة بحبس يد المتهم اليمنى التي سرقت الصندوق سنة مع الأشغال الشاقة والمجرم مطلق الحرية ان يصاحبها او لا يصاحبها إلى السجن وهنا تهللت اسارير المحامي الذي نظر إلى موكله فرحا وقام المجرم على الفور وخلع يده اليمنى لأنها كانت صناعية وفي نظرة ودهشة من جميع الحضور وعلى رأسهم القاضي قام اللص وخرج وترك يده تلقي مصيرها.
 العبرة لولا استهانة القاضي بكلمات المحامي واعتبارها مزحة لما فلت اللص من العقاب.