أذربيجان تحتفل بمرور 106 أعوام على استقلالها

فلكلور 2024/06/11
...

 باكو: يارا محمود

عقب انهيار الإمبراطورية الروسية اعلنت جمهورية أذربيجان الديمقراطية في 28 من ايار عام 1918، وقامت على مبادئ سلطة الشعب والمساواة بين الناس، والقضاء على التمييز العنصري والعرقي والديني والطبقي كما منحت مواطني الدولة كافة الحقوق المتساوية، وهي أول جمهورية عرفها العالم الإسلامي، وتحتفل بذكرى مرور 106 أعوام على استقلالها.

تمكنت أذربيجان رغم التحديات الجيوسياسية الكبيرة التي واجهتها، من إجراء العديد من الإصلاحات التقدمية ومنها، منح المرأة حقها في التصويت بالانتخابات، والتي سبقت بها كثيرا من الدول الأوروبية، وإنشاء البرلمان عام 1918م، وتم إعلان اللغة الأذربيجانية لغة رسمية للدولة وتنمية الثقافة والتعليم، وبناء الجيش الوطني، تمثيل جميع الكيانات السياسية والقوميات والأعراق الرئيسة في أذربيجان بالمجلس الوطني ذي المئة والعشرين مقعدًا، شاهد عيان على التزام أذربيجان بالمبادئ والمواثيق الدولية الخاصة بالتعددية الحزبية والنظام البرلماني متعدد القوميات، وبعد تكثيف المحادثات الدبلوماسية مع قادة دول الحلف، وفي عام 1920 اعترف مؤتمر باريس للسلام بالاستقلال الواقعي لجمهورية.

تأسيس أذربيجان في بداية القرن العشرين لم يكن أمراً سهلاً، حيث كان العالم يعاني من الحروب والاضطرابات والصراعات، فضلًا عما كانت تعانيه أوروبا الشرقية ومنطقة القوقاز من الانقلابات الشيوعية والحروب الأهلية، الأمر الذي سهل على الجيش  السوفيتي احتلال في  أذربيجان 28 نيسان  1920 أي بعد 23 شهراً من إعلان 

استقلالها.


محط أنظارالعالم

وفي 30 من آب عام  1991 عقد المجلس جلسات لمناقشة إعلان الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، وفي 18 من تشرين الاول  1991 اعتمد دستور استقلال جمهورية أذربيجان من قبل المجلس الأعلى بأغلبية الأصوات وعُرض قرار المجلس الأعلى على الاستفتاء، وصوتت غالبية الشعب الاذربجاني لصالح قرار الاستقلال، واستعادت أذربيجان استقلالها  لتقابل مرحلة مليئة بالعديد من المشكلات، نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وقد كان النفط السبب الرئيس، الذي جعل من جمهورية أذربيجان محط أنظارعديد من دول العالم، خاصة أن أذربيجان قد لعبت دوراً بارزاً خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قدمت باكو معظم نفط الاتحاد السوفيتي على الجبهة الشرقية.

وفي عام 1994، تم توقيع “عقد القرن” مع شركات النفط العالمية لتطوير حقول النفط البحرية في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين، وفي عام 2002 م بدأ إنشاء خط أنابيب باكو- تبليسي- جيهان لنقل النفط من العاصمة الأذربيجانية، باكو إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، مروراً عبر الأراضي الجورجية، وبدء أول ضخ للنفط فيه عام 2005 والذي وصل جيهان

في 2006.


إحدى الوجهات الاستثمارية

تحولت أذربيجان إلى شريك دولي جدير بالثقة، حيث بادرت بتنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية والنقل والطاقة في جنوب القوقاز خلال السنوات الماضية، وأصبحت إحدى الوجهات الاستثمارية الرئيسية في المنطقة، وتواصل أذربيجان اليوم، سعيها نحو الأمام بوتيرة متسارعة حيث أصبحت عضوًا في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، كالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وغيرها، كما تولت أذربيجان رئاسة حركة عدم الانحياز التي تتكون من 120 دولة منذ عام 2019، وقد فتحت هذه القيادة أمام أذربيجان باباً جديداً في علاقاتها الدولية،تتطلع أذربيجان إلى جعل منطقة جنوب القوقاز لتكون منطقة الأمن والسلم والتعاون، حيث عرضت على أرمينيا الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي وسيادة الدول وترسيم الحدود و فتح ممرات النقل للوصول إلى اتفاق السلام بوساطة الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية، وذلك انطلاقاً من إيمانها بمبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي.