السرياليَّة تتسيَّد معرض {تيفاف} للفنون التشكيليَّة

ثقافة 2024/06/23
...

 مارثا شفندينر

 ترجمة: كريمة عبد النبي


استضاف معرض تيفاف للفنون الجميلة معرضا فنيا للاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان "البيان السريالي".  وهو عبارة عن وثيقة كتبت في فرنسا، حيث تأسس من خلالها الفن السريالي، إذ إنه واحدٌ من مذاهب الفن التشكيلي الذي تأسست حركته في أوائل عام 1924 من قبل فنانين وكتاب استكشفوا العقل الباطن كمصدر إلهام رئيس لفنهم وأدبهم.

وتضمن معرض "تيفاف" بنسخته العاشرة في نيويورك، عددا من أعمال فنية تأثرت بفن الحركة السريالية المعاصرة.

ويشارك في هذا المعرض الفني تسعة وثمانون فنانا من خمسة عشر دولة. كما تضمن عددا من الأعمال الفنية التي تعود للسريالية ما بين 1930- 1950 حيث تسيدت أعمال هذه الحركة بروحها وأحلامها وكوابيسها المعرض المذكور.

ويعد عرض مثل هذه الأعمال تغيرا في طبيعة معرض "تيفاف" للفنون الجميلة، وهو معرض فني عريق بدأ بنسخته الأولى في هولندا ليصل الى العاشرة ضيفا على مدينة نيويورك. وتسلط هذه النسخة الضوء على الفن الحديث والمعاصر، بالإضافة الى عرض عدد من التحف الفنية والمجوهرات التي تأثرت في تصميمها بالفن السريالي.

وقد احتضنت أميركا اللاتينية، على وجه الخصوص، هذا الفن. وخير مثال على ازدهار الفن السريالي هناك هو معرض "ليون توفار" الذي بدأ في بوغوتا ومن ثم انتقل الى نيويورك قبل أكثر من عشرين عاما. 

ومن أبرز الأعمال المعروضة في المتحف المذكور لوحة فنية رائعة للرسام المكسيكي روفينو تامايو (1899 - 1991) الذي يعد واحدا من الفنانين الذين جمعوا بين السريالية والتكعيبية والحداثة. واللوحة بعنوان "كلوستروفوبيا" أي (الخوف من الأماكن المغلقة) وقد رسمها الفنان عام 1954. واستخدم فيها الألوان الزيتية على القماش، حيث طغى اللونان الأحمر والبرتقالي على هذا العمل المميز.

وتبدو اللوحة، المؤطرة بإطار خشبي وكأنها تصور شكلا محشورا في مكان مغلق حيث يعمل الرسام على تشويه الأشكال بجعلها أكثر تعبيرا وقريبة من الفن التجريدي. كما تعكس هذه اللوحة مدى تأثر هذا الفنان بالرسام البريطاني فرنسيس بيكون الذي تعرف عليه تامايو خلال أربعينيات القرن العشرين.

  ومن الأعمال المعروضة قطعةٌ فنيَّة على شكل أريكة من تصور الفنان العبقري سيلفادور دالي، وتنفيذ المصمم جان ميشيل فرانك، الذي اشتهر بتصميماته البسيطة للأثاث. والقطعة المعروضة تمثل أريكة على شكل شفاه يقلد فيها الرسام شفاه الممثلة والكاتبة والمغنية الأمريكية ماي وست. 

وتضمن المعرض عددا من الأعمال النحتية للفنانة باربارا هيبورث؛ وهي نحاتة انكليزية تعمل على تجسيد الحداثة في أعمالها، وتعد واحدة من الفنانات التي حققت شهرة عالمية. 

كما شمل المعرض عددا من الأعمال النحتية الأخرى؛ وهي من أعمال الرسام والمصمم والنحات البريطاني لين تشادويك، الذي اشتهر بأعماله النحتية التجريدية المصنوعة من البرونز. ومن الأعمال الأخرى المعروضة عدد من لوحات الرسام الايطالي جورجيو موراندي، الذي اشتهر برسم موضوعات عن الطبيعة الصامتة. ومعظم أعماله تمثل قوارير بسيطة وأشكالا نموذجية كالأسطوانة  والمخروط. 

وتضمن المعرض لوحتين للرسام الفرنسي إيف تانغوي ويعود تاريخهما الى أربعينيات القرن الماضي. ويعد هذا الرسام واحدا من جماعة السرياليين خلال فترة عشرينيات القرن العشرين في فرنسا. وكان الفنان آنذك  يعيش وسط ولاية كونكتيكت مع زوجته الثانية الشاعرة السريالية والفنانة كاي ساغ. اشتهر هذا الفنان بالرسم التلقائي الذي عبر فيه عن علاقة الفرد بالمدينة.


عن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية